adsense

2018/11/06 - 7:28 م


بقلم عبد الحي الرايس
الْبَلَدُ يَزْخرُ بالقابليات، بالكفاءات، بعلاماتِ النبوغ، وإرْهاصاتِ العبقرية
ولكنهُ أشْبهُ ما يكونُ بِمَشْتَلٍ بَرِّي، تُتْرَكُ فيه البُذورُ لِحَالِهَا:
- فيحيا قليلُها بمجهودٍ ذاتي، أو دَعْم أُسْروي، أو استثناءٍ مدرسي
- وينطفئُ كثيرُها، ويضيعُ في عُرْضِ الطريق بسبب الإهمال، وعدمِ مُلاءمةِ المجال.
تُومِضُ الْعبقرية، ويتَّقدُ الذكاء، وقد يأتي بابتكار، فيحظى عند الْغَيْر بِأُولَيَاتِ الجوائز، وصَدارةِ المواقع:
قارئةٌ مغمورةٌ هنا مُتألقةٌ مُتوَّجَةٌ هناك، راعيةٌ هنا وزيرةٌ هناك، وعاطلٌ هنا ذو مكانةٍ هناك.
كفاءاتٌ تغترب، تستكملُ التكوينَ فتستقر.
وحذار من ذكاءٍ مُهْمَلٍ مُعَطَّل، فكثيراً ما يَؤُولُ إلى مَكْرٍ ودهاءٍ مُحْتالٍ مُدَمِّر.
حَدثَ مرَّةً عندنا أنْ أُحْدِثَتْ مدرسةٌ لرعايةِ التميز، وبَدَلاً من أن تُعمَّم، شِيءَ لها أنْ تتوقَّف.
وكانت هناكَ أنشطةٌ مُوازية، تكتشفُ الميولَ وتُعْنَى بالمواهب، فاحتجبتْ حِصَصُها، وغابتْ وسائلُها.
بَيْدَ أن معاهدَ التربية والتكوين عند الغير تُسنَدُ إلى خير الأطر، وتُيسَّرُ لها كلُّ الأسبابِ، وتُفْتَحُ أمامها كلُّ السبل، فتسهرُ على التنشئةِ المتكاملة: تُرسِّخُ الأخلاق، وتُحققُ ذاتياتِ الأفراد، ، تُفتِّحُ العقولَ وتصْقُلُ الذكاء، تَرْعَى المواهبَ وتتعهَّدُ التميُّز، تُتاحُ فيها الفرصة للجميع بإلزاميةٍ لا تُهادِنُ التغييب، فليس يُدْرَى من أين ياتي الْوَمِيض: من طفلٍ على كتفِ مُتشرِّدةٍ سائلة، أمْ من طفلةٍ في بُقعةٍ مَعْزولةٍ نائية.
ونعودُ لنؤكدَ أن التميزَ عندنا مُعْلِنٌ عن حُضور:
في القراءة والتأليف، وفي الاختراع والتجديد
في الإنشاد والترتيل، وفي الأداء والتلحين
في الرياضة والتشييد، وفي الفنون والتدبير.
والمرْءُ إذا استشْعر الكرامة، استنكفَ عن الإتيان بالنقيصة، وإذا حظي بحسن الإعداد، وفرص الإنتاج ارتبط بوطنه بخير وثاق .
ويظلُّ مَجْدُ الأوطان دَوْماً مقروناً بِعِزَّةِ الإنسان