adsense

2018/11/19 - 9:38 م

 
بقلم عبد الحي الرايس
قطاران يَطْويان المسافات، بينهما هُوَّةٌ ومُفارقات
ـ بُرَاقٌ يَحْمِلُ اسمَ دابَّة الرسول الأكرم في رحلةِ الإسراءِ والْمِعْرَاج، يُسَابقُ الرِّيح ويستوفي شروط الدقة والراحة والطمانينة والصيانة، يلبي حاجة الطلاب والسياح ورجال الأعمال، يُعلِّمُ الضبط ويُغري بالاستعمال مُزهِّداً فيما سواه، العاملون به حَظُوا بِحُسْنِ الإعدادِ والتأهيل، ومَدْعوُّون إلى تجديد الخبرةِ ومواصلةِ التكوين، وُلوجياتُهُ مُؤَمَّنَة، وخِدْماتُه مُيسَّرة، وتذْكرتُه مُخَفـَّضَة، فهو نَمُوذَجٌ يُحْتدَى، ومَرْجِعيَّةٌ تُسْتلْهَم.
ـ وقطارٌ ينطبقُ عليه اسمُ طائرِ الْبُغَاث
وإضافة إلى أنه كالبُغاثِ بَطِيء، فهو كثيراً ما يُخْلِفُ المواعيد، والصُّعُودُ إليه أو النزولُ منه أمْرٌ خطير، فكم خلَّفَ من مُعاقٍ وقتيل صيانتُه كثيراً ما تعرفُ التقصير، وإنارتُه ومُكيفاتُه عُرْضة للتعطيل، والمراهنُ عليه قد يَبُوءُ بالتأخير.
وبلدٌ كالمغربِ توَّاقٌ إلى النماءِ والتطوير، مَدْعوٌّ إلى رَدْمِ الْهُوَّةِ بين قطارٍ فائقِ السرعة، وآخرَ رَدِيءِ السُّمْعة، وما ذلكَ على هِمَّة المُدَبِّرين بالأمر الْعَسير.
فمدرسة التكوين مُتوفرَة، ومعاييرُ الوُلوجيات مُعمَّمَة، وراهنيَّة القطار تَسْتحِثُّ على التعبئةِ والمُبادرة.
وإذا كان الْمَثَلُ يقول: إن الْبُغاثَ بأرضنا يَسْتنْسِر، أي أن الطائرَ الْمُبْطئَ بأرضنا يصيرُ نسْراً في تحليقه وقوة طيرانه.
فالمأمول ـ بعد كسب رهان البُراق ـ أن ينصرفَ الاهتمامُ إلى الارتقاءِ بالقطارِ الْبُغاث ليُحلِّقَ كالنسر  مُحاكياً الْبُرَاقَ في بَهائه وانتظامِهِ وجَوْدَةِ خِدْمَاتِه.