adsense

2022/12/02 - 6:45 م

بقلم عبد الحي الرايس

جَمَعتْ كلمتَهم على الكرة، فهل لها أن تبعثهم على رُكوب قطار التنمية، فتُوحِّدَ بينهم اللغة، وتُؤَرِّثَ لديْهم قِيَمَ التماسُك وقوة العزيمة، ووضوحَ الرؤية، وتوظيفَ العلم، والإصرارَ على المُضيِّ في طريق التحرُّر وبناء الأمة، بوازع من نكران الذات، وتصميم على التضحية.

دَعْكَ من مَقولة توظيف الأجنبي والاستعانة بالدخيل، فالحضارة العربية لم تتوهَّج ولم تُشِعَّ إلا باحتضان الفارسي والرومي وغيرهما، وصهْر الجميع في بَوْتقة الإسلام.

"ومَنْ عرف ما قصد هان عليه ما وجد"،

فإذا اختار بلدٌ أن يَصْطفَّ مع مَن بَنَوْا الصُّرُوح، وقرروا احتضان عالمي التظاهرات، في حُسْن برمجة وتخطيط، وإحكامِ إنجازٍ وتنفيذ، وعرف طريقه نحو النجاح إلى حَدِّ الإبْهار، مع حِفاظٍ على الهُوية باعتزازٍ واعتداد، وفي تحرُّرٍ من أية تبعيةٍ أو استلاب، فله أن يُلْهِمَ المبادرات، ويَدُل على سُبُل الاهتداء.

لقد تفطن أقوامٌ إلى أن بلاداً تتوسط العالم، ولها أن تسود بمقوماتٍ تجمع ما بينها وتُوحِّدُها، فأجمعوا أمرهم على إضعافها وتبديد شملها، واستهداف عناصر قوتها، والإمعان في نهب خيراتها، فكان لهم - في حقبةٍ - ما أرادوا بِكَيْدٍ وتآمُر، وإبادةٍ واستيطان.

فإذا كانت الصحوة، أوْجَبتْ تقاسُمَ التجارب، واتخاذَ الناجح منها مَنارةً وبَوْصلة.

ولعل فارق ما بين وضوح رؤيةٍ ورفع شعار، وبين تحقيقٍ على أرض الواقع، وإنجاحٍ يُثيرُ الإعجاب، إنما يَكْمُن في وصل القول بالفعل، والمُضِيِّ في التنفيذ دون توانٍ ولا إبطاء.

وبلدٌ ناهضٌ رَاهَن على جهويَّةٍ متقدمةٍ تَرَدَّد ذِكرُها، وتكرَّر التبشيرُ بها والتنظيرُ لها مَدْعُوٌّ إلى طَيِّ المسافات لتنزيلها على أرض الواقع، بكل مُقوماتها، فهي سبيلُهُ إلى تعزيزِ الوحدة، وضمانِ الإقلاع.