adsense

2022/08/05 - 11:41 ص

تزايد حوادث السير لا يرجع فقط إلى حالة الطرقات المهترئة، بل أيضا إلى تهور بعض السائقين وخصوصا تهور بعض سائقي الدراجات النارية وعدم احترامهم لقانون السير، بيد أن  التطور الحضري لأي مجتمع لا يقاس بمظاهر التحديث المادي فقط؛ بل بالتحول الفكري والعلاقات المجتمعية.

إن تعامل الراجلين مع الطرق والشوارع الكبيرة بعقلية أنها مثل الطرق المحلية من بين الأسباب الرئيسية  المؤدية لحوادث السير، أضف إلى ذلك إهمال السائقين للحالة الميكانيكية للسيارات وعدم إصلاح الأعطاب التي تصيبها .

هذا و بدون أدنى شك، فإن أخطر من كل ذلك هم سائقي الدراجات النارية الذين لا يعيرون أي  إهتمام أو انتباه لخطورة الأخطاء والمخالفات التي يرتكيونها، مما تسبب في كثرة  حوادث السير.

و في نفس السياق، فإن جهل السائق لمكونات السيارات الحديثة يجعله يستهين بالأعطاب التي تلحقها، ولا يلجأ لصيانتها في الوقت المناسب، وهو ما يزيد في عدد حوادث السير المرتكبة عن طريق الإهمال.

وعلى الرغم من المجهودات المبذولة من طرف جميع السلطات المعنية للتقليل من حوادث السير لا يزال الوضع مقلقا، ففي شتنبر 2021 سجلت المملكة أكثر من 10 آلاف و 28 حادث سير على المستوى الوطني بزيادة 18.6 مقارنة في نفس الشهر من سنة 2020 و 13.8 في المئة مقارنة بشتنبر 2019، وفقا لمعطيات الوكالة الوطنية السلامة الطرقية ( نارسا ).

وفي مواجهة هذه الكوارث تناسلت المبادرات الرامية إلى مواجهة آفة حرب الطرقات أبرزها الاستراتيجية الوطنية 2017 - 2026، والتي تسعى المملكة المغربية من خلالها الى تقليص عدد الوفيات والجرحى على الطرقات بالنسبة على الاقل 50 في المائة في أفق سنة 2026، وهو ما يشكل تحديا تراهن على تحقيقه جميع الهيئات التي تعمل على ملف السلامة الطرقية على المستوى الوطني والمحلي.

و من جهة أخرى يعرف موسم مولاي عبدالله أمغار حركة سير غير عادية رغم البنية التحتية والخدمات العامة الجيدة، إذ  يُلاحظ اليوم العدد الضخم  للسيارات والدراجات النارية، التي  تحج الى هذا الموسم مقارنة مع الايام العادية، ما يدفع بالقيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة إلى وضع خطة محكمة لتفادي المخاطر والحد من حوادث السير، والحفاظ على سلامة الزوار.

ويأتي وضع هذه الخطة تزامنا مع الحادث المروري الذي وقع ليلة أول أمس الأربعاء 03 غشت الجاري، والتي راح ضحيتها إمرأة، حيث نقلت إلى المستشفى الإقليمي في حالة حرجة، بسبب تهور سائق دراجة نارية، كان يسير بأقصى سرعة مستعملا جهاز الصوت، الذي أقلق به المارة، وكأن الطريق له وحده . 

وحسب مسؤول محلي لجريدة القلم الحر، فقد أكد أن الاستعدادات الأمنية التى اتخذتها القيادة الجهوية للدرك الملكي بالجديدة بالتنسيق الكامل مع القوات المساعدة، والسلطات المحلية ورجال الوقاية المدنية، ستضمن أجواء أمنية غير مسبوقة، مضيفا أنه  قد ثم طلب قوات احتياطية من الدرك الملكي والقوات المساعدة والوقاية المدنية لأول مرة في تاريخ موسم مولاي عبدالله هذه السنة.