adsense

2022/06/16 - 1:41 م

 
بقلم عبد الحي الرايس

أمْرٌ ينبغي أن يُحْسَمَ دون إبطاء

يَحُلُّ الوباء، فيتنادى الناس إلى التباعد والكف عن الملامسة والتصافح

ويَخِفُّ الوباء فيستأنفون سيرتهم الأولى، ضَمٌّ وعناق، وشَدٌّ على الأيدي تعبيراً عن احترام وفرحةٍ بلقاء، ثم لا يلبثون أن يُفْجَأوا بِأوْبَة للوباء، وعودة لحصاد الأرواح، فيتجدد التذكير بمخاطر اللمس والتقارب، وضرورة التزام الحذر والتباعد.

وبين وباء ووباء، وحلول واختفاء، تُفْجَعُ أسرٌ وأوطان في شيبة وشباب، ورموز في أوج العطاء.

وما ضَرَّ لو أن التباعد عند اللقاء صار سلوكاً مُعتاداً وتقليداً مرعيا.

فالإسلام حَثَّ على إفشاء السلام، وكفى

وفي اليابان وبعض البلاد، دأب القوم على الاكتفاء بإيماءة، تعبيراً عن احترام ومودَّة

والحضارة مِلكٌ للإنسانية، وهي مُلزمة لسائر بني الإنسان بأن يأخذوا عن بعضهم البعض أفضل ما انتهى إليه كل منهم.

فلم لا نَكُفُّ عن هذا التذبذب والتأرجح بين تباعد مع حلول الوباء، وتلامُسٍ عند البَلَل والانجلاء؟

فنُرْسِي أقومَ العادات في الصحة والاعتلال، ونتبنى نهجاً سليماً بالاكتفاء بالتلفظ بالسلام، مقروناً بإيماءة ترمز إلى المودة والاحترام.

اختيارٌ يسهل الاقتناعُ به، ولكن التمرس والإقناع به ليس بالأمر اليسير، خاصة حين يُقبِلُ عليك صديقٌ مُصافِحاً، أو قريبٌ مُعانِقاً، فتلْقَى كلاًّ منهما بإيماءة وتحية، كيف يكون الوقعُ، وكيف يكون التأويلُ والقراءة؟

والحال أن الإنسانية لم تَعُدْ تَخْلُصُ من داءٍ حتى تفاجَأ بأدْواء

إذن لا سبيل إلا بإقرار عادات حميدة، وتثبيت سلوكات واقية.

هنا يأتي دور الإعلام في التبشير بتوجُّهٍ يُؤَمِّنُ الوقاية ويَنْشُرُ السلام، وتتأكد رسالة الأعيان والكبار إلى العوام والصغار، في تشخيص القدوة وإعطاء المثال.

ومثل هذا التحول لن يتحقق صدفة، وإنما يتطلب جهداً وإرادة، وتصميماً ومُثابرة

ومتى تضافرت الجهود، وتعززت الرؤية بالمبادرة، أمْكَنَ إحلال الصائب من العادات محل العاثر من الممارسات، وتلكم ميزة الإنسان في قدرته على تقويم السلوك وتجاوز الأخطاء.