adsense

2021/09/29 - 10:29 ص

تفادت لجنة الدفاع في البرلمان الإسباني، أمس الثلاثاء، التوتر مع المغرب،ورفضت مشروع القانون الذي تقدم به الحزب القومي المتطرف فوكس بإدماج مدينتي سبتة ومليلية تحت حماية منظمة شمال الحلف الأطلسي، وذلك وعيا باستحالة تنفيذ الأمر.

وكان حزب فوكس قد أعلن إبان انفجار الأزمة بين المغرب وإسبانيا خلال شهري مايو ويونيو الماضيين عن عزمه تقديم مشروع قانون إلى لجنة الدفاع في البرلمان الإسباني تنص على مطالبة الحلف الأطلسي توفير الحماية العسكرية لكل من سبتة ومليلية، اللتين تقعان شمال المغرب ويحتلهما هذا البلد الأوروبي.

وبرر طلبه بضرورة إقناع هذا التكتل العسكري تعديل مضمون البند السادس في اتفاقية الحلف ليقدم الحماية والمساعدة العسكرية لإسبانيا في حالة الحرب مع المغرب بسبب المدينتين، مبرزاً في الوقت ذاته تحقيق إسبانيا هدفين، فمن جهة تضمن المساعدة العسكرية، ومن جهة ثانية سيكون تعديل البند السادس كافياً لردع المغرب بالقيام بأي مغامرة عسكرية ينوي من خلالها استعادة سبتة ومليلية.

ومن ضمن العوامل التي شجعت فوكس على تقديم مشروع القانون هذا هو بيان البرلمان الأوروبي خلال يونيو الماضي الذي يعتبر سبتة ومليلية إسبانيتين، وذلك كرد على المغرب عندما ترك أكثر من عشرة آلاف من مواطنيه يقتحمون سبتة بسبب أزمة الصحراء.

ويعود رفض لجنة الدفاع هذا الثلاثاء إلى وعي باقي الأحزاب الكبرى وخاصة الاشتراكي الحاكم والشعبي المتزعم للمعارضة إلى استحالة قبول الحلف الأطلسي هذا الطلب، حيث لم تنجح الحكومات السابقة في تحقيقه بسبب معارضة بعض الأعضاء ضم المدينتين إلى الأراضي المحمية من طرف الحلف، ثم إلى تجنب تعميق الأزمة مع المغرب التي انفجرت منذ شهور ولم تعرف بعد طريقها إلى الحل. ورغم أن سبتة ومليلية لا تعد نقطة ذات أولوية في الأجندة الخارجية للمغرب، فمن المحتمل أن يدفعه قرار مثل هذا إلى التحرك للرد.

وتعهد حزب فوكس بعدم التخلي عن القرار وسيعمل من أجله مستقبلا. ويركز هذا الحزب كثيرا على القضايا المرتبطة بالمغرب سواء الهجرة أو قضايا التسلح. ويساهم الضباط المتقاعدون الذين انضموا إليه في استحضار الملف العسكري للمغرب، حيث يتقدم فوكس بين الحين والآخر بأسئلة أو مشاريع قوانين إلى البرلمان في هذا الشأن.

ومن جهة أخرى، منذ انضمام إسبانيا إلى الحلف الأطلسي سنة 1986، أوضح الحلف عدم امتداد الحماية العسكرية إلى المدينتين.