adsense

2021/06/01 - 1:13 م

بقلم الكاتبة الروائية حسناء وهابي

 طرقت ليلى  الباب ، ووجدت نفسها داخل مكتب المحامي بعدما استقبلتها الكاتبة ريهام ، رن هاتف ريهام : - السلام عليكم ريهام ، هل وصلت المدعية ؟

- للتو سيدي !

- رتبي تلك الفوضى العارمة التي اجتاحت المكتب ثم اكتبي مقالا افتتاحيا بخصوص الدعوى .

كان المتصل هو السيد المحامي ، وبينما المدعية تفضفض للكاتبة حتى دق جرس الباب السيد المحامي ، أسرعت ريهام لتفتح  الباب ، ثم شرعت في عملها ، وبعدما أكملته ، جلست تستمع للجلسة التي دارت بين المدعية  ليلى والسيد المحامي خالد ، لكن الكاتبة ريهام كان لها موقف مغاير  لموقف السيد خالد والآنسة ليلى ، رغم صغر سنها إلا أن الحياة أبت أن تترك لها تجربة إلا وخاضتها وتعلمت درسها وكل ضربة كانت تأتيها تزيد من نضجها وتقوية عصاميتها وإصابة فراستها ، فالتزمت الصمت كما على عادتها ، إلى أن أكمل الأصدقاء الجلسة ، لكنهما لم يصلا إلى أي حل ، والحل كان بيد ريهام .

بعدما خرج السيد خالد من مكتبه ، ربتت ريهام بيدها الحنونة على كتف ليلى ، وقالت : - أرجوك ياليلى لا تفعلي مانصحك به المحامي

- لكنني أعيش ضغط نفسي قاهر

-  بل إنك  في حاجة إلى حضن  دافئ ، إلى أذن صاغية ، إلى قلب رحب .

- بلى ( قالتها والدموع تنهمر من على وجنتيها الصفراوتين ).

قامت ريهام من مكانها بسرعة البرق ، وعانقت المدعية ليلى وهي تسرد لها مساوئ المحكمة ، والعراقيل التي تواجهها في الجلسات ووقوفها أمام القاضي ، ونعت المطلقة بأقبح الصفات ، واستغلالها . واستمر العناق لوقت طويل ، والكاتبة ريهام تسرد لها أحداثا مهمة ، وصاحبتنا تنفرج غمتها شيئا فشيئا ، إلى أن قامت من مكانها وقالت ( اسمعي يا ريهام   ، أنا أحب زوجي كثيرا ، رغم عصبيته إلا أنني أحبه واشتقت له ، سأنتظر لمدة ثم أكلمه وأعود لبناتي وبيتي ...) لكن المفاجأة الكبرى أن زوجها عبد الحي امتنع عن ذلك ، كونها تركت البنتين رنيا و لبنى بدون ولي وغادرت بيت الزوجية .

وبعد كر وفر ألتمس لها العذر ، و صفح عن ما مضى ، وعادت الحياة تسقى بماء حبهما وأسرتهما .