adsense

2021/02/17 - 12:58 م


 بقلم الأستاذ حميد طولست

دفعت بي ، وعموم المغاربة،  هستيريا تطاول قناة الشروق على ثوابتنا الوطنية الذي بلغ مداه الخارق للقيم الأخلاقية والمثل الإنسانية التي تربط الأفراد والشعوب فيما بينها باستهداف ملكنا الهمام هرم الدولة و قائدها وضامن استقرارها ومحقق أمنها وأمانه، دفعني إلى التفكير في الرد على سلوك النذالة والبذاءة والسفالة وإفحاش اللغة وإقذاع الكلام الطافح بالكراهية والغضب والانتقام  بأسوأ منه وأنذل ، برد لا يقل عن رد عمرو بن كلثوم على تطاول غريمة عمرو بن هند ، كما جاء في قوله:

 ألا لا يجهلن أحدٌ عليـــنــــــــــــــــا    فنجهل فوق جهل الجاهلينا

ونشرب إن وردنا الماء صفواً  ويشرب غيرنا كدراً وطيناً

إذا بلغ الفطام لنا صبــــــــــــــــــــــي       تخر له الجبابر ساجدينــــــــا

لكن المقولة الشهيرة : "إلى درتي بحال الحمق باش فتيه" التي كانت والدتي رحمة الله عليها ترددها كثيرا ، ألجمتني على مجاراة الجهلة ومرضى الحسد ، وصدتني عن السير وراء ما تلوكه ألسنتهم من كلام السوء ، لا عجزاً أو ضعفا أو سذاجةً وإنما إعزازاً لنفسي وترفعاً بها من الوقوع في الغيبة والنميمة التي ليست من شيم النفوس الطيبة ، والتي يريد المرضى ...جرنا إلى الأنغماس في مستنقعها للتنفيس عما يشعرون به من حسد للمغرب وملكه ، اللذان لا يعاقبان أمثالهم من الحثالة إلا بالمزيد من النجاح  ، والإصرار على التفرد والتميز المبدع في كل المجالات التي تغيظهم  ، كما  في قول المتنبي  :

        إني وإن لمت حاسدي فما......أنكر أني عقوبة لهم

وطبيعي أنه لو لم يكن المنتقَد كبيرا ومهما ويملأ الأسماع ويهز الأقلام ويحرك الأشجان ، لما تعرض للحسد الناجم عن الحقد الناتج عن النقص والدونية ، فوحدها الأشجار المثمرة التي تُقذف بالحجارة من أجل ثمارها ، أما النخرات الخاويات الخاليات من الثمار فلا احد يهتم بها.

ومن البديهي أن يتعرض كل ممتطٍ لقمم النجاح ، لتطاول كل ناقص فاشل قابع في الحضيض يبحث ويفتش عن أي ثغرة أو هفوة للمبدع الصاعد لسلالم النجاح بأريحية، والذي عبر عنه الشاعر بقوله : 

وكم تطلبون لنا عيباً فيعجزكم     و يكره الله ما تأتون والكرم.

وأختم البرد القوي والواثق الذي يبرهن على أن مذمة الناقص هي شهادة للمبدع  بالتفوق والكمال كما في قول المتنبي:

 وإذا أتتك مذمتي من ناقص ... فهي الشهادة لي بأني كامل.

ودون أن أنسى البيت الشعري العربي الشهير:

لولا اشتعال النار في ما جاورت.. ما كان يعرف طيب عرف العود