adsense

2021/02/16 - 9:41 م


 بقلم عبد الحي الرايس

مَطْلَعُ بيْتٍ لأبي الطيب المتنبي أشْعَرِ شعراءِ العرب، لا أحْسَبُ ذا صلة بالعروبة والعربية يتعثَّرُ في إتْمامِهِ والترنُّمِ به، فقد جرى على كل لسان، وتناقلتْهُ الأجيال لِتماسُكِ عبارته، ووجاهَة حُجَّته، وعُمْقِ دَلالته:

وإذا أتتك مَذَمَّتِي من ناقصٍ             فهي الشهادة لي بأنِّيَ كامِلُ

ينطبقُ على الأفراد بقوة، وحِجِّيَّتُهُ في معرض المُفاضلةِ بين الأنظمة والدول أقْوى وأبْلغ.

فحين يكون البلدُ الجارُ في حالةٍ من الضعف والوَهَن وسوء التدبير، مما يجعل ثروته الباطنية تُصْرَفُ في التسليح، وتُبَدَّدُ بين أيْدي الحاكمين، في الإثراء غير المشروع، وفي احتجاز رهائنَ في الخيام، وإمدادهم بالعتاد والسلاح لمهاجمة من كانوا ومازالوا إخوة أشقاء، والحالُ أن الشعبَ يشكو من تجْويعٍ وتفقير، والبلد يُعاني من نقص في التجهيز، ومشروع المغرب الكبير أملُ الجميع في وحْدةِ المصير يظلُّ حُلْماً مُجهَضاً ورِهاناً عالقاً مع وقفِ التنفيذ.

وحين يُقدِّمُ أحرارُ البلد الجار الدليلَ تلو الدليل على تنكُّر الحاكمين للجميل، وجحودهم لمواقف الدعم والمساندة عبر مراحل التاريخ، وفي المعارك الحاسمة من أجل التحرير، وتنازلات شتى حفاظاً على الإخاء، وثقةً في عهود الوفاء

ولا أبْلَغََ ولا أوْفَى من مُراسلة "وليد كبير" المُوَثقةِ بالربائد، والْمُسْنَدَةِ بالمَرْجعيات والدلائل.

حين يتوافرُ كل ذلك، تَسْقُطُ الاِدِّعاءاتُ وتُفَنَّدُ الْمَزاعِم، وتَرْجَحُ كفةُ البلدِ المستهدف وحاكِمِه الْمُتَّزِنِ الرائد، وترْتَدُّ مُحاولاتُ النَّيْلِ على أصحابها دون أنْ تفُوزَ بأي طائل.

وتتهاوى محاولاتُ الانتقاص من تجربةٍ تنشُدُ الكمال، وتواصلُ مسيرتها مُتجاوزةً كلَّ العثرات، مُتخطيةً كل الصعاب، وتُرَجِّعُ الربوعُ المغاربية الصدى المُجَلْجِلَ للشعار الخالد:

وإذا أتتك مَذَمَّتِي من ناقصٍ             فهي الشهادة لي بأنِّيَ كامِلُ

فلتسقُطْ مُحاولاتُ الكَيْدِ، ولْتًخْرَسْ ألْسِنَةٌ النًّيْلِ، وليظلَّ المغربُ شامخاً في عَلْيائه،  ذائداً عن وحدة تُرابه، مُحققاً طُموحاتِه، مُعتزاً ببطولاته وأمجاده