أفادت وزارة الداخلية التونسية، أن ستة
من قوات الحرس الوطني لقوا حتفهم في هجوم إرهابي بولاية جندوبة غربي البلاد.
وأوضحت الوزارة، في بيان أن دورية تابعة
لفرقة الحدود البرية للحرس الوطني بعين سلطان على الشريط الحدودي التونسي الجزائري،
تعرضت إلى كمين تمثل في زرع عبوة ناسفة أسفر عن استشهاد ستة عناصر. وقال المتحدث باسم
الوزارة سفيان الزعق، إن المجموعة الإرهابية استهدفت دورية للحرس الوطني بلغم قبل أن
تطلق النار باتجاهها، مضيفا أن قوات الحرس الوطني تبادلت إطلاق النار مع منفذي الهجوم.
تأتي العملية الإرهابية بعد حالة من الاستقرار
الأمني استمرت لسنوات، وانحسار العمليات الإرهابية منذ الهجمات الكبرى التي شهدتها
تونس عام 2015 والتي كانت شهدت ثلاث عمليات كبرى أودت بحياة 59 قتيلاً من السياح و13
عنصراً أمنيا.
وتنذر العملية الحالية بتبعات سلبية على
القطاع السياحي الذي نجح في التعافي بعد هجمات 2015 وحقق أرقاما قياسية في 2017 ويتوقع
أن تتدعم أكثر في العام الحالي.
ولاتزال حالة الطوارئ سارية في البلاد منذ
آخر هجوم إرهابي كان استهدف حافلة للأمن الرئاسي في نونبر2015 لكن ذلك لم يبدد شبح
الإرهاب بشكل نهائي.
وتلقي أحزاب سياسية باللائمة على رئاسة
الحكومة، التي أقدمت قبل أسابيع قليلة من الحادثة على تغيير أكثر من قيادي أمني في
مناصب حساسة بوزارة الداخلية، وعدة أجهزة أمنية في الجهات ردا على حادثة غرق مركب للمهاجرين
في جزيرة قرقنة.
كما لم تستسغ هذه الأحزاب إقالة وزير الداخلية
السابق لطفي براهم من منصبه منذ السادس من يونيو الماضي، رغم النجاحات الأمنية التي
حققها في الحرب على الإرهاب.
وحتى اليوم لم يتم تعويض لطفي براهم بوزير
آخر، إذ يتولى المنصب وزير العدل غازي الجريبي بالنيابة، وقد أثار ذلك انتقادات كبيرة
بعد الهجوم الإرهابي بسبب حالة الفراغ في القيادة الأمنية.
وقال رضا بالحاج القيادي السابق بحزب حركة
نداء تونس، الذي يقود الائتلاف الحكومي، إن رئيس الحكومة يوسف الشاهد أخطأ بتغييره
لطفي براهم الذي حقق نتائج مهمة في مكافحة الإرهاب، وإنه يترتب عليه التراجع عن هذه
الخطوة وإعادته إلى منصبه.