adsense

2018/07/28 - 11:59 ص

بقلم عبدالحي الرايس
تتعدَّدُ الْمَرْثياتُ والإداناتُ لاختياراتٍ تبْني الذاتَ وتتناسى الآخر، تغْتني بِالرِّيعِ ولا تحْرصُ على الكسْبِ الشريف.
وتتعالى الأصواتُ مُطالبةً بتغيير الْمَنْحَى وتصحيح الْمَسَار
ويأتي الجوابُ تَصَامُماً، وإمْعاناً في تكريسِ الواقعِ بِترْغيبٍ أو ترْهيب.
وتبْدُو الآفاقُ مُظلمةً مُنْذرة، ما دام عُنْوانُها: وبَعْدِيَ الطُّوفان
ويَعْلُو صَوْتُ الحكمة مُرَدِّداً: "من فتح مدرسةً فقدْ أغلق سجناً"، وعلى مِنْواله: "من أقام مَصْنعاً فقد أغْمدَ سيفا"، و"من جهَّز مَشْفى فقد عالج سُقْما".....
وبيْن رفْعِ الْيَد عن تَعْمِيمٍ يُؤمِّنُ الخِدمةَ للجميع، وخَصْخَصَةٍ تُكرِّسُ الامتياز، تُسَرِّعُ الإثراءَ وتسْتعْصِي على الْبُسَطاء.
يَنْبَثِقُ الْحَلُّ الثالث من مَيْسُورينَ يَمْلَأُ قلبَهُم الإيمان، يَختارونَ التنافسَ والتمَاهِيَ في بناءِ الأوْطان
ينشطونَ في إقامةِ المنشآت: مدارسَ ومصانعَ ومُستشفيات، كُلٌّ حَسَبَ انْشغالهِ واهْتمامه.
ويلتقُون في الزُّهْدِ في الإثراءِ السريع، والْحرْصِ على تقديمِ الْخِدْمة، وتأمينِ الْجَوْدة، بالْمُقابلِ الْيَسير والإخلاصِ الكبير.
تجربةٌ مسْبوقةٌ أيَّامَ كانتِ الوطنيةُ باعثاً على إحداثِ الْمعاهد، وتَعْدادِ فُرَصِ الدَّعْم لكل طالب.
وفي زمننا، وفي بلدانٍ صديقةٍ لنا، يتناقلُ الإعلامُ أخبارَ مُنْشآتٍ عملاقة، أسْهمَ فيها الخواصُّ بالْكُلفةِ الكامِلة، وأُنْجِزتْ في أزْمنةٍ قياسية.
فهل لنا أنْ نحظى بتحْرير الإرادات، وتَعْدادِ الْمُبادرات، من خواصَّ مُتميزين يتسابقونَ إلى الخيْرات، ويزهدُون في الثروات، عَلَّ عدْوى الخيرِ والإيثارِ تسْري فتُغري المتهافتين على الاغتناء والإثراء، بالمحاكاة والاقتداء، لينتهيَ الجميعُ إلى نَسَقٍ جديد، يستهدفُ السموَّ بالإنسان، ويَتَغَيَّى الْمَجْدَ والشمُوخَ للأوطان؟