adsense

2018/07/18 - 12:46 م

قررت الأمانة الوطنية الإطار التابع لجبهة البوليساريو الانفصالية السبت الماضي، تأجيل المؤتمر الوطني للجبهة في نسخته 15 إلى صيف السنة القادمة، وقد خلف القرار  الكثير من ردود الأفعال وسط ساكنة مخيمات تندوف وجدلا واسعا كشف مدى الاحتقان السياسي والاجتماعي وعتمة المستقبل المعاشة من طرف صحراويي تندوف واليأس الذي أصبح يتملكهم إزاء وهم الجمهورية وعدم واقعيته.
وتعد هذه أول مرة يتم فيها تأجيل أحد مؤتمرات البوليساريو التي لا يحكمها أي ضابط أو محدد قانوني، كما هو معهود بالحركات السياسية الهشة، وإنما تحدده الإملاءات الجزائرية والوضعية الراهنة وحجم وطبيعة العلاقة بين أعضاء وقادة الجبهة الانفصاليين ومستوى التوافقات والتفاهم بينهم.
غير أن ما يميز تأجيل المؤتمر هذه المرة هو تزامنه مع مجموعة من الأحداث والإرباكات داخل تنظيم البوليساريو وميلاد تيارات معارضة ورافضة للأوضاع السياسية والاجتماعية بمخيمات تندوف وحالة الانتظار والانسداد وضيق الأفق التي يعيش على وقعها شباب ونساء مخيمات تندوف.
بالإضافة إلى أنه المؤتمر الأول من نوعه بعهد إبراهيم غالي منذ ترؤسه الجبهة الانفصالية بيوليوز 2016، والذي يعد بحد ذاته اختبار من المفترض أن يكون محط إجماع والتفاف من لدن أعضاء الأمانة الوطنية التي تغيب عدد من أشخاصها عن الحضور للاجتماع المذكور، واستحضارا للترويج الإعلامي والزائف بمراحل معينة من فترته في المواجهة مع المغرب والتي كان أبرزها أزمة الكركرات وتوغلات المحبس وقمة الاتحاد الأوروبي- الاتحاد الإفريقي.
حيث خرجت جبهة البوليساريو منها جميعا خاوية الوفاض وخاسرة أمام نجاعة وحيطة الدبلوماسية المغربية وتفطن صحراويي تندوف وإدراكهم أخيرا أنهم مجرد لعبة وضحايا خطاب سياسي لم ينتج عنه شيء طوال أربعين سنة كانت كافية لإثبات الطرح المغربي وتعزيزه، وتنمية الأقاليم الجنوبية من خلال الأوراش والاستثمارت الاقتصادية التي أطلقها الملك محمد السادس وما حققته من تطور وحداثة انعكست إيجابا على مظاهر الحياة بالصحراء وأهلها ونمط عيشهم.
وذلك بشكل لا مجال فيه حتى للمقارنة مع بني عمومتهم بالضفة الأخرى، وما يعيشونه أسفا بمخيمات تندوف الواقعة فوق تراب الجزائر التي لا تربطهم بها أية علاقة تاريخية أو سلطانية، والدليل على ذلك هو سياستها إزاء المخيمات وحرصها كل هذه السنين على بقاء واستمرار الأوضاع المزرية وغير الإنسانية التي يعيشها جزء من الصحراويين، وذلك باعتبارهم المطية الوحيدة لأجل تحقيق مطامع وأهداف النظام الجزائري السياسية والتجارية والاقتصادية.