adsense

2017/09/20 - 11:30 م


بقلم الأستاذ علي أبو رابعة


الكائن الحى له جسد ،وله روح ..فالإنسان والحيوانات كل منهما له جسد وهو شئ ملموس -مادى- ،وله روح وهى شئ غير ملموس-معنوى- متلبس الجسد ..ثم إن النباتات لها شكل مادى مرئى، ولها روح معنوية غير ملموسة ..كل كائن حى له ماديات ومعنويات، ولو كانت هناك مادية بلا معنوية ،يخرج الشئ من حيز الحياة .
وما أدراك أن أسلاك الكهرباء ميتة متحجرة بلا قيمة ،على الرغم من خاصيتها المادية الفلزية ،ولكن حينما يسير فيها تيار الكهرباء الذي هو عبارة عن إثارة لجزيئات معدن السلك ،حينها يتحول السلك من جماد إلى شئ دبت فيه الحياة بعد ممات .
وما أدراكم من أن كل شئ يتولد حوله موجات كهرومغناطيسية كالاسلاك التى قد أثيرت جزيئات معدنها الفلزى ..والدليل أن الخلايا العصبية فى الإنسان مغتصة أ، طافحة أ، مفعمة بالهرمونات المثارة ،والأكاسيد، والمعادن المثارة ..يتولد حولها موجات كهرومغناطيسية ،لوجود إثارة كهربائية ..وهذا مسلم به داخل جسد الإنسان، وخارج جسد الانسان مسلم به أيضا ،حيث أن الواحد منا إذا حرك يده مستقيمة فى الهواء ،فهو قد خرق ستار الهواء ،فيتكون حول يديه موجات هوائية كالذي يلقى بالحجر فى الماء ،فيخترق الحجر ستار الماء ،فيتكون حوله موجات مائية تتحدد قوتها على حسب شدة إلقاء الحجر ،وحجمه .
الروح هى إثارة للجزيئات التى هى أصغر وأدق من الخلية ونواتها ،فلنعتبرها السيتوبلازم  أو البروتوبلازم ،فالروح تثير الجزيئات ببعض الهرمونات التى يفرزها المخ بغدته النخامية أو ما شابها من غدد صماء أو غير صماء ..فتسبب حركة الانسان ؛لأداء أنشطته الروتينية اليومية . .والأمر من العقل -أمر الإثارة- ..فالانسان ليس ككل الحيوانات ،والكائنات الأخرى ؛لأنه مفضل عليهم ؛ولأنه على الأرض سيدهم ،والباقى مسير لخدمته ومنفعته..وعقولهم مبرمجة فقط على فعل أشياء معينة، يسيرها ،ويأمرها الله لأداء أعمال معينة ،خلقها من أجلها ..أما الإنسان فهو موضع الإختبار ،فكل الإختيارات أمامه من خير وشر، وقد خلق الله له بعض وسائل المساعدة ؛للنجاح فى الإختبار الدنياوى لنيل أو للظفور بجنته، وهى المثل أو القيم العليا المقدسة التى خلق الإنسان عليها .
وليس المخ هو العقل ..فالمخ هو الشئ المادى ،وكما ذكرنا ،أنه يجب أن يكون لكل مادى معنويات ؛حتى يدخل إلى بوتقة أو إطار الحيوات ..فإن العقل هو معنوية المخ ..فالعقل هو المسئول عن التفكير ،والتمييز، والتحليل ،والتعليل، واعطاء الأوامر للمخ ؛لأداء مهامه من إفراز هرمانات الحركة ،والجوع ،والعطش، والتنفس ،والتخزين، والفهم، والنوم ،والاستيقاظ ،والسعادة، والتعكر المزاجى، ،والاكتئاب ،والانشراح ...الخ .
وما المخ إلا خزينة ،ووزير العقل وسيد الجسد ،هو خزينة ؛لأن العقل يخزن في المخ المعلومات التى تقبلها وأراد فهمها ؛ لإستحضارها وقت الإحتياج ..هو وزير العقل لأنه لا يفرز هرموناته إلا بأمر من العقل ، وسيد الجسد ؛لأن الجسد لا يستطيع أداء أنشطته الحيوية بدون هرموناته ،وأكاسيده .
......
الروح ليس لها عمرا ،بل الإنسان يشعر بأنه صغير كلما تقدم فى السن ،ولكن يشعر بنضج عقله؛ بسبب الخبرات التى يكتسبها من خلال تكيفه ،وتأقلمه ،وتعايشه مع مجتمعه ،أو من خلال دراسته، وقراءته ،أو تثقيفه الذاتى .
ولكن الجسد هو صاحب السن ..ولذلك تجده يكبر ويتغير لونه وشكله على حسب كل مرحلة عمرية فترية يحياها .