adsense

2021/12/11 - 10:04 ص


  بقلم الأستاذ حميد طولست
استوقفتني رسالة "واتس" محملة بفيديو لقاء راعي الغنم موحا وحماره بسائحتين فرنسيتين، وجملته البسيطة "نحن لا نبيع الخبز" التي أثارت ضجة على مواقع التواصل الاجتماعي، والتي سأحاول-في سياق إخباري تحليلي- إستنطاق حقيقتها وواقعيتها وتاريخيتها، والكشف بدقة عن أبعادها الاجتماعية التي قُوبلت بعواصف عارمة من التعليقات الجادة منها والساخرة، التي وصفها البعض بأنه نموذج للأخلاق النبيلة التي تزخر بها الثقافة الأمازيغية، ويتحلى بقيمها الإنسان الأمازيغي والمتمثلة في الفورسية والبسالة والإقدام والقناعة والبساطة والتسامح والانفتاح والكرم والعطاء ودفئ الترحاب وحسن الإستقبال والضيافة، وغيرها كثير من القيم الإنسانية الكونية التي تدعو  للافتخار، بينما اعتبر البعض الآخر أن شريط محمد ما هو إلا مجرد شريط ترويجي للسياحة مدفوع الثمن، وذهب غيرهم إلى أنه، لا يمكن بأي حال من الأحوال أن يكون مدعاة للافتخار، وأنه أدعى للبكاء والخجل مما روج له من البؤس والمعاناة والتهميش الذي يعيشه دوار آيت موسى ويشو جماعة تلمي اقليم تنغير موطن موحا، وباقي المغرب المنسي، الذي يسكنه الأمازيغ.

ومهما كانت حدة التعليقات وقساوة الانتقادات التي انصبت على هذا الشريط ، فقد استطاع -رغماً عن محاولات التعتيم و التشويه والإعدام التي تعرض لها- بصدقية شهامة ورجولة موحا وابتسامته العريضة ، وقناعته العفويته وكرمه الأصيل المتأصل ، أن يعطي للعالم صورة حقيقية وشمولية عن الأخلاق الحسنة والقيّم الإنسانية النبيلة التي يتميز بها أمازيغ المغرب - رغم الفقر المدقع  -عن غيرهم من الأمم ، الصورة التي أكسبته قلوب الآلاف ، بل الملايين من الذين تابعو فيديواته التي تصدرت مواقع التواصل الاجتماعي ووسائل الإعلام الوطنية والعالمية وخاصة فرنسا ،وطن السائحتين ، وأثر بالإيجاب على السياحة المغربية ، بما أعاد لها من ثقة أمن وآمان الذي أفقدته إياها بعض الأحداث الإرهابية كحدث "جبل شمهروش"...

وفي الختام ، ادعوا الفايسبوكيين لتكريم موحا، لأنه يستحق أن يكون نجم اللحظة بدون منازع ، فقف شامخا يا "موحا" وعانق الأنجم ، يكفيك فخرا أنك حفيد الأمازيغ ، الذين إن بنوا أحسنوا البنا، وإن عاهدوا أوفوا وإن عقدوا شدوا، وإن كانت النعماء فيهم جزوا بها، وإن أنعموا لا كدروها ولا كدوا ، قف شامخا ، وليكن شموخك نكاية في المفترين المكذبين بشهامة ورجولة وكرم وعطاء الشعب المغربي وباقي قيمه الإنسانية النبيلة، وكما يقال : "كل الخسائر المادية تهُون أمام نيل أي انتصار قيمي يُحدث آثارا إيجابية" .

ـــــ وكامل إعتذارى للشاعر عبد الله ابن شبرمة الضبي، لتصرفي في شعره الرائع.