adsense

2021/10/13 - 8:58 ص

بقلم الأستاذ حميد طولست

من أعجب الطرائف وأغربها التي أغرقت السياسة في دوائر مفرغة من التفكير المأزوم حد الثمالة ، تلك الواقعة غير المسبوقة في المشهد السياسي المغربي التي لا يملك المتتبع أمام فرادتها سوى التحسّر وفقدان الأمل ، والمتمثلة في محاولة حزب العدالة والتنمية أحراج الدولة ووزارة الداخلية ، بحيلة رفضه لنتائج إنتخابات تجديد أعضاء الغرفة الثانية ، وإلزام مستشاريه الثلاثة الفائزين باسمه فيها ، على تقديم استقالتهم من المقاعد البرلمانية التي وصفتها قياداته بالغير المستحقة والمشبوهة والمريبة والتي لا تشبه الحزب ولا تعكس حجمه" ، وذلك للتمويه على خيبة أمل الأمانته العامة للحزب في إلزام المستشارين الثلاثة الفائزين على الإستقالة ، وعجزها على كسر تحديهم الواضح لقراراها الرافض للمقاعد الثلاثة المحصل عليها ، وفشلها في احباط حضورهم - سعيد شاكر، الذي حصد عضوية مجلس المستشارين الجامعيين بجهة فاس مكناس- جلسة افتتاح البرلمان الذي ترأس مراسمها الملك محمد السادس ، وغير ذلك من الإحباطات التي حرمت قيادة العدالة والتنمية وأجهزته التنظيمية الحزبية والموازية ، من الإنتشاء بمتعة الانتصار - الإدمان الذي يأسر البيجيديون أنفسهم فيه مند النشأة -على خصميه الصعبين "الدولة ووزارة الداخلية" بمبرر الحفاظ على مبدئية مصداقية الحزب وتميزه السياسي ، وبدعوى الإسهام في تحصين الديمقراطية بالمغرب ، الأمر الذي فشل فيه فشلا دريعا، فضح زيف أسطورة الانضباط الحزبي والسياسي  للبيجيديين، أفرادا وتنظيما، في القول والعمل والولاء للخط الفكري والايديولوجي للتنظيم الحزبي وتسلسله الإداري المؤسسي، وفنذ صورة التماسك الحزبي القوي وانضباط منخرطيه المحكم سواء كان محليا أو مركزيا ، ومدى جاهزيتهم واستعدادهم للدفاع عن مبادئه الفكرية والعقائدي ، وجعل من صورة الوحدة والتضامن بين هياكل الحزب -أفقيا وعموديا ، التي عمل الحزب على ترسيخها لدى الرأي العام ، كلاما فارغا لا يحوز على الحد الأدنى من السوية والتوازن..

وإلى طرائف إنتخابية أخرى غريبة بحول الله.