adsense

2018/11/01 - 11:25 م

بقلم يونس المودن
"أبريد " و "البرد"، كلمتان إحداهما عربية والأخرى أمازيغية، تشتركان في الجدر اللغوي وتشتركان في كونهما سبب معاناة الكثير من أمازيغ الأطلس المتوسط.
تتعاقب الفصول والأعوام، نرى ربيعا مزهرا وخريفا مثمرا، ولم ير سكان أعالي الجبال أزهارا ولا ثمارا سياسية مند الاستقلال، معاناة تحل بحلول فصل الشتاء، هذه المعاناة ليست بسبب الثلوج والأمطار الغزيرة؛ بل بسبب غياب التجهيزات والطرق الأساسية، وغياب الدعم المادي لسكان القرى النائية بسلسلة جبال الأطلس المتوسط لسد رمقهم ورمق الماشية.
معاناة لا يمكن اختزالها في مشهد واحد، لأنها تختلف اختلاف تنوع من منطقة إلى أخرى؛ لكنها تشترك في الأصل، كغياب المسالك الطرقية والمدارس والمستشفيات ولو ميدانية في موسم القر والزمهرير .
فمنطقة بويبلان نمودج، يكرس معاناة المناطق الجبلية، وشخصية( حميد بعلي) الذي اختفى يوم السبت الماضي مع ماشيته، كما تداوله نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك، نشرته بعض المنابر الإعلامية الإلكترونية، يكرس كذلك معاناة ساكن الجبل، فمنذ السبت الماضي والأصوات تتعالى، والمطالبة تتكرر بتدخل القوات العمومية لإنقاذ المدعو حميد بعلي، الذي قرر الذهاب لإحضار مصدر عيشه، وهو عبارة عن قطيع من الماشية، وفق بعض الصفحات والمواقع الإلكترونية، بعد أن نظر إلى السماء وأعتقد جازما أن عاصفة ثلجية ستكسو المكان بالبياض بعد قليل.
سارع حميد الزمن ليعود قبل وصولها؛ لكنه اختفى بعدما حاول العودة دون جدوى من كثرة الثلوج، تطوعت مجموعة من شباب المنطقة  للبحث عنه لكن لا أثر له لحد الآن، ويعلم الله حجم المعاناة التي يمر منها إن كان على قيد الحياة.
لو افترضنا جدلا أن سائحا أجنبيا ضاع بدل حميد، لتم تمشيط المنطقة شبرا شبرا، ولقلبت السلطات جبل بويبلان رأسا عل عقب لإنقاده، مسخرة في ذلك وسائلها اللوجستيكية والبشرية؛ لكن الأمر يتعلق الآن براعي غنم.
حميد بعلي نمودج لمئات، إن لم نقل آلاف من الذين آثروا العيش في قمم الجبال، بعدما استعمرت السهول التي حررها أجدادهم من قبضة الاستعمار.