adsense

2016/02/27 - 12:04 م


بقلم الأستاذ حميد طولست
لا أحد يشكك في كون الحرية هي العمود الفقري والنواة الاساسية للفعل الإنساني الجاد والمسؤول ، الذي يؤدي الى الخلق والابداع وبالتالي إلى التطور الايجابي ، وأنه عبرها يتمكن الانسان من التعبير عن رأيه في احترام تام للآخر ، دون قيود أو وصاية أو إجبار على فعل لا يرغب فيه ، وإذا كان هذا هو أختصار تعريف الحرية الفرد ، فما بال من يريد الحد من سيادة الدولة وإلغاء حقها في استضافة من تشاء من ضيوفها ، -زيارة الرئيس المصرية للمغرب- لـأنه لا يتماشى ومزاجيتهم ومع أيديولوجياتهم ، بطرق وتصرفاتهم يغلـب عليها الطيش واللاعقلانية ، وتسـودها السطحية والفوضى الهوجاء والبعد عن التبصر والحكمة ونذرة الوعي ، الذي هو أساس سياستهم التي هبطت من السماء الى الأرض ، عبر عمائمهم المشحونة بالخداع والتضليل والأستغباء الشامل ، المغلف بهالات التقديس ، التي تحول دون تحرير السياسة من الدين وإنقاد الدين من السياسة ، ولا تروم حلولا أوضاع البلاد ، السياسية منها والأمنية والخدمية والاقتصادية ، ولا تفضي إلا إلى الزج بالدولة والمجتمع في مستنقعات الطائفية واللااستقرار، رغم عواقبهما الوخيمة ومردودياتهما الأوخم ، والتي لن تكون إلا على حساب ومصير الوطن والوطنيين السياسية والاجتماعية والاقتصادية والثقافية..
فكفى من المزايدات والمغالطات والتطاول على سيادة الوطن والمواطنين ، وتيقنوا أنه لا مكان في الدولة والمجتمع المغربيين ، لمن يرضخ لابتزاز أي كان ، شخصا أو مؤسسة ، وليس بين المغاربة من يقبل بأن تملى عليه ، أجندات وأيديولوجية مراوغة ، مهما اضفي عليها من يرغب في تمرير حساباته الطائفية الخاصة والمفصّلة على مقاس مصالحه الأنانية ، صفةَ الإلزام والقَبول العام المطبوخ في كواليس تكسوها رياح الغدر ، ويشتم فيها روائح تصفية الحسابات ، ويستشف منها التشتيت والإرهاب "الملتحي" المغلف بهالة الوطنية ، وقدسية الدين ، اللذان تتحكم فيهما نوازع حب الذات وفردانية أصحاب الدوافع الضيقة ممن أورثوا الدنيا دمارا وخرابا .
فكيف لهذا الشعب "الي عاق"، أن يطمئن وتهدأ النفوس فيه لمن يروم وضع العقول في الحجر التعسفي والاستحمار الممنهج ؟ لا شك أن الأمر مرفوض جملة وتفصيلا ، وذلك لأن قرارات بني البشر لا يمكن أن تحظى بالقبول والمنزلة الرفيعة ، إلا إذا كانت صادقة وواقعية وغير موشومة بحب الذات ومصبوغة بالأنانية وغير متوازية مع الأساسات الثلاث الأمنية والسياسية والاقتصادية .
أما وهي ،كهذه، تحوي في طياتها الكثير من السطحية والتصرفات العشوائية الطائشة ، والمتميزة بقلة المعرفة بحقائق الأمور والواقع المعاش ، فإن النجاح لن يكون حليفها أبداً ، لأنها أحوج لحكمة الحكماء في زمن خلا منهم وأصبح كل من يتسيد موضعا معينا يدعي الحكمة والمعرفة ، مع أنهم يعرفون أنها فضيلة عظيمة من الله ، لايمتلكها إلا من من عليه سبحانه وتعالى بها ..
كانت هذه رسالة إلى الطبقة الواعية التي تزخر بقدر كبير من العلمية الفائقة وتتمتع بدرجة عالية من الإمكانية الرصينة في قراءة الوقائع والأحداث التي تدور من حولها ، وتستطيع عبر الاستقراء العميق للواقع بيان حقيقة ما يحمله ذلك التدخل السافر في سيادة الدولة ، من خفايا سلبية على مجريات الأحداث ، رسالة لوضع النقاط على الحروف وكسر القيود الطائفية ، بالكلمة والموقف الشجاع والضغط على الرموز لإتخاذ الموقف المناسب تجاه ما يجري خروقات هي الأساس في كل ما تعرفه البلاد من مآسي ،!!