تتجه الأنظار نحو فعاليات مهرجان
"حب الملوك" بصفرو لسنة 2025، لكن هذه المرة، لم يكن الحديث عن بهجة
الاحتفالات المرتقبة؛ بل عن جدل مبكر بدأ يؤجج مواقع التواصل الاجتماعي، ويشعل
نقاشات واسعة بين النشطاء والفعاليات المحلية.
فالمعلومات المتداولة، وإن كانت لم
تتأكد بشكل رسمي بعد بخصوص التشكيلة النهائية، تشير إلى اختيار الفنانتين نورة
الصقلي وسامية أقريو ضمن لجنة تحكيم اختيار ملكة جمال حب الملوك، وهو ما أثار
حفيظة الكثيرين داخل الإقليم.
الانتقادات التي تنهال على المنظمين،
حتى قبل الكشف الكامل عن البرنامج الرسمي، تركز على ما يعتبره النشطاء
"حيفا" في حق الكفاءات المحلية التي يزخر بها إقليم صفرو.
ويتساءل الكثيرون: لماذا لا تُمنح
الفرصة لأبناء وبنات المنطقة الذين يمتلكون الخبرة والكفاءة في مجالات التحكيم
الفني والثقافي؟، هذه التساؤلات تتجاوز لجنة التحكيم لتطال أيضا اختيار الفرق
الموسيقية والفنانين والفولكلور والمنشطين للحفل، حيث يعبر عدد كبير من أبناء
المدينة عن استيائهم من جلب جل هذه الكفاءات من خارج مدينة صفرو.
يعتبر المنتقدون أن مهرجان "حب
الملوك"، الذي يُعد من أقدم المهرجانات في المغرب، هو مناسبة لا تقتصر فقط
على الاحتفال بفاكهة الكرز؛ بل هي فرصة ذهبية للتنمية الثقافية والاقتصادية،
وللتعريف بتراث مدينة صفرو والإقليم بصفة عامة.
فمدينة صفرو، بشهادة الجميع، تزخر
بمؤهلات طبيعية، ثقافية، اقتصادية وبشرية هائلة، ويمكن للمهرجان أن يكون منصة
لإبراز هذه المؤهلات وتشجيع المواهب المحلية.
تعتبر الفعاليات المحلية أن إقصاء
الكفاءات والطاقات الشبانية والفنية من أبناء الإقليم من المشاركة في تنظيم وتأطير
هذه المناسبة الكبيرة، لا يتوافق مع الأهداف المرجوة من تنظيم مثل هذه المهرجانات؛
بل إنه قد يفرغها من مضمونها المحلي ويجعلها مجرد استعراض فني لا يخدم التنمية
المستدامة للمنطقة.
يتطلع النشطاء والمراقبون إلى رد فعل
من الجهات المنظمة لمهرجان "حب الملوك 2025"، فهل ستأخذ هذه الانتقادات
بعين الاعتبار؟، وهل ستعيد النظر في بعض الاختيارات لتعكس رغبة ساكنة صفرو في أن
يكون المهرجان مرآة حقيقية لتنوع وكفاءات إقليمهم، ومنصة لدعم وتشجيع أبنائه
وبناته؟، إن الأيام القادمة ستحمل الإجابة، ولكن الجدل المثار يؤكد على أهمية
المهرجان بالنسبة للمنطقة، وعلى حساسية اختيار الكفاءات التي ستساهم في إنجاحه.