adsense

/www.alqalamlhor.com

2024/02/07 - 12:40 م

كشفت مصادر إعلامية، أن الوكيل العام للملك باستئنافية الدار البيضاء، قرر تعميق البحث في موضوع الشكاية المتعلقة بمتابعة محمد كريمين، رئيس جماعة بوزنيقة المعزول، وعزيز البدراوي، المستقيل من منصب الرئيس المدير العام لشركة "أوزون" التي تدبر قطاع النظافة بعدد من المدن.

وحسب موقع "إس إن إر تي نيوز"، وفق مصدر قضائي، فإن كريمين والبدراوي، رفقة موظف بجماعة بوزنيقة، مثلوا مساء أمس الثلاثاء 6 فبراير 2024، أمام الوكيل العام للملك باستئنافية الدار البيضاء، على خلفية شكاية تتحدث عن وجود اختلالات وخروقات في تدبير النظافة بمدينة بوزنيقة، والتي جرت على إثرها تحقيقات وتم الاستماع لمسؤولين وموظفين بالجماعة نفسها.

وبعد الاستماع إليهم، تقرر إبقاؤهم رهن الاعتقال الاحتياطي، مع تعميق البحث معهم من قبل عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية، قبل تسطير المتابعات في حقهم.

وحسب الشكاية التي تقدم بها مستشاريْن جماعيين أمام النيابة العامة في نونبر 2022، ضد المعنيين بالأمر، فقد أشارا فيها إلى وجود شبهة "تبديد المال العام وارتكاب خروقات مالية وتدبيرية" عبر فترتين، الأولى بين 2010 و2017، والأخرى بعد 2017.

وعدل المجلس الجماعي، على عهد كريمين، حسب مضمون الشكاية، ميزانية التدبير المفوض وتم تخفيضها إلى 8 ملايين درهم عوض 14 مليون درهم، لكن في سنة 2015 تبين أن الاعتمادات تفوق 15 مليون درهم، وفي سنة 2016 وصلت إلى 20 مليون درهم، بمبرر أنه قرار عاملي ودين سابق على المجلس لشركة "أوزون".

وأشات الشكاية كذلك، إلى أن الرئيس المعزول، وقع محضرا لتحويل مبلغ 20 مليون درهم إلى حساب الشركة، وبعد ذلك تنازلت الجماعة عن الآجال القانونية للخازن الجهوي لصالح الشركة، بالإضافة إلى مراجعة الأسعار بدعوى تغيير مكان مطرح النفايات.

كما رصد واضعا الشكاية ما اعتبروه "خروقات في دفتر التحملات"، من قبيل التباين بين الأثمنة الأحادية والأثمنة المعتمدة في جدول الحساب الإجمالي، وخلط النفايات المنزلية بالأتربة ومخلفات الأوراش قبل توجيهها نحو المطرح الرسمي، إضافة إلى أن هناك مبالغ ضخمة مقارنة مع حجم النفايات التي يتم جمعها، وبالمقارنة مع مدن أخرى، وفق مضمن الشكاية.

وكشفت الشكاية عن صفقة تدبير النظافة، رست مرة أخرى على نفس الشركة في سنة 2017، ورغم المصادقة بالإجماع على دفتر التحملات، تم تعديله، فيما بعد دون العودة إلى المصادقة في المجلس، وهو ما دفع وزارة الداخلية لمراسلة الجماعة لإدخال تعديلات بناء على ملاحظاتها لكن لم يتم الأخذ بها.

وجاء في الشكاية كذلك، أن "نسبة 2.085 كلغ/ فرد/ یوم المعتمدة في الصفقة مرتفعة قیاسا مع متوسط الإنتاج الوطني (0.8 كلغ)، وهو الأمر الذي یعطي أبعادا مغلوطة للمشروع"، معتبرة أن الأجر السنوي الذي قدر في الصفقة بـ14 مليونا و481 ألفا و650 درھما لإنتاج 11882 طنا في سنة، (حوالي 1218 درھما للطن) مرتفع جدا مقارنة مع أسعار عقود مماثلة على الصعید الوطني.

ولفتت الشكاية إلى أن وزارة الداخلية راسلت رئيس المجلس البلدي المعزول، مطالبة إياه بتقليص مؤشر النفايات لكل مواطن في اليوم، المعتمد لحساب عدد الأطنان المنتجة في السنة ليتساوى مع المؤشر الوطني، إلا أنه رغم تقليص المؤشر بأكثر من 60%، بقيت الصفقة ثابتة، حيث تم الرفع من عدد سكان بوزنيقة من 40691 نسمة إلى 55691 نسمة في فصل الخريف، وإلى 135691 خلال فترة الصيف لسنة 2017، لتضخيم حجم النفايات، وتم تغيير مؤشر النفايات غير المنزلية من مؤشر بعدد الكيلوغرامات في اليوم لكل مواطن إلى عدد الأطنان في السنة، والهدف من هذا، حسب الشكاية ذاتها، "بقاء قيمة الصفقة في حدود مليار و500 مليون سنتيم، عوض 900 مليون سنتيم".

وأوضحت الشكاية ذاتها، أن الصفقة نالتها الشركة مقابل أكثر من 15 مليونا و530 ألف درھم، وأنه وبعد تمرير الصفقة كان لزاما على الرئيس عرضها على المجلس مرة أخرى من أجل المصادقة البعدية، كما نصت عليه دورية لوزارة الداخلية في الموضوع، إلا أنه لم ينعقد.

ويشار إلى أن الشكاية تم تعزيزها بأشرطة فيديو توثق لخلط النفايات بالأتربة، وشهادات عاملين بالشركة، ودوريات لوزارة الداخلية ودفتر التحملات، لما بعد وما قبل ملاحظات وزارة الداخلية إلى جانب محاضر فتح الأظرفة.

وقبل هذه الشكاية، كان كريمين قد مثل أمام القضاء بسبب شكاية أخرى تحدثت عن تلاعبات في دعم تتلقاه جمعية بيمهنية يرأسها وعن تحويلات مشبوهة إلى حساب رئيس الرجاء البيضاوي السابق، ناهيك عن شكاية أخرى تلاحقه تتعلق بشبهة التلاعب في تصاميم التعمير والبناء، وقد جرت جلسات استماع إليهما فيما تخلفا عن حضور جلسات أخرى، قبل أن يؤدي تعميق البحث إلى توقيفهما أمس من قبل عناصر الفرقة الوطنية للشرطة القضائية.