adsense

2022/03/09 - 11:26 م

بقلم عبد الحي الرايس

الزمانُ سَرْمَديٌّ أبديّ لا بداية له ولا نهاية، والناسُ والأحداثُ وَمَضَاتٌ سريعة لا تكادُ تسْطعُ وتشتهر، حتى تخبو وتنطفئ، فهل من مُعتبِر؟

أقوامٌ كانوا وبَادُوا، ومشاهيرُ عَمرُوا المكانَ وشغلوا الزمان، ثم آلُوا إلى نسيان، وجبابرةٌ طغَوْا فاستعمروا البلاد، وأذلُّوا العباد، ثم انتهَوْا إلى زوال.

فيا أيها الإنسان، لا تَغُرَّنَّكَ الصَّوْلة والجاه، ولا القوة والمال، قد تُعَمِّرُ مائة عام، وحتى لو امتد بك العمْرُ ـ فَرَضاً ـ ألفَ عام، فأنتَ صائرٌ لا محالةَ إلى فَناء.

فانظر إلى من مَرُّوا قبلك كيف كان لهم حضورٌ وتحكُّمٌ وسلطان، وصيتٌ ذائعٌ، وتألقٌ ولَمَعان، ثم انتهوا إلى ما ينتهي إليه سائرُ بني الإنسان.

أُبْ إلى نفسك، وتزوَّدْ لِغَدِك، فالعُمر لحظةٌ وومْضَة، مصحُوبةٌ بِصَوْلة وغَفلة، مسبوقةٌ بالكثير، ومشفوعةٌ بما لانهايةَ له في الأفق البعيد.

أنت تتزودُ ليومك وَغَدِك، وتُنافسُ ذاتَك وغيرَك في توفير أسباب رفاهِك ومَجْدِك، وغداً ترحلُ ولا تحملُ معك شيئاً في يدك، إلا من إيمانٍ في قلبك، وعملٍ صالح لأهلكَ وقومكَ ومجال عيْشك، فيشفعُ لك في أُخْرَاك، خاتمةِ أعمالك، أو جُحُودٍ ونُكْران، وطغيانٍ وعصيان يُطِلاَّنِ بك على ما تَوَعَّدَ به الخالقُ الدَّيَّان.

واذْكُرْ ربَّك إذا نسِيت، وأََجِلِ الطرْفَ في هذا الكون الفسيح، مُسْتحضراً قوله تعالى: «إن في خلق السماوات والأرض واختلاف الليل والنهار لآياتٍ لأولي الألباب......"

طَامِنْ غرورَك وكبرياءَك، واستحضرْ أنك ـ مهما علا شأنُك ـ لا تعْدُو أن تكونَ عابرَ سبيل، وتزوَّدْ فإن خير الزاد التقوى، واسْتنِرْ في مَسارك بقوله تعالى: «وافعلوا الخير لعلكم تُفلحون".

لو يعتبرون.. لَتعطلت الحروب، ولَتواضعَ أصحابُ النفوذ، ولَتنافس الجميعُ في البرور، مُستحضرين اليوم الموعود....