دخل الكاتب الفرنسي الجزائري بوعلام
صنصال، المحتجز في الجزائر منذ منتصف نوفمبر الماضي، الإثنين 24 فبراير، في إضراب
عن الطعام احتجاجا على ما وصفه محاميه فرنسوا زيمراي بالضغوط الممارسة عليه لتغيير
فريق دفاعه.
وأكد زيمراي أنه لم يُسمح له بدخول
الجزائر لمقابلة موكله، مما يزيد من المخاوف بشأن عدالة المحاكمة وحقوق صنصال
القانونية.
وأعرب المحامي عن قلقه البالغ بشأن صحة
صنصال البالغ من العمر 75 عاما، الذي يعاني من مرض السرطان، مشيرا إلى أن بروتوكول
العلاج الخاص به قد انقطع داخل السجن، مما يعرض حياته للخطر، كما انتقد زيمراي
استمرار رفض السلطات الجزائرية منحه تأشيرة الدخول، معتبرا ذلك عرقلة لحق موكله في
اختيار محاميه بحرية.
وتتم محاكمة صنصال بموجب المادة 87
مكرر من قانون العقوبات الجزائري، التي تصنف أي فعل يستهدف أمن الدولة أو
استقرارها ضمن الأعمال الإرهابية أو التخريبية.
وتعود خلفية هذه القضية إلى تصريحات
أدلى بها الكاتب لصحيفة "فرونتيير" الفرنسية، حيث كرر موقفا مغربيا
مفاده أن جزءً من الأراضي الجزائرية كان في الأصل مغربيا، وتم ضمه خلال الحقبة
الاستعمارية الفرنسية.
وأثارت هذه التصريحات استياء السلطات
الجزائرية، التي اعتبرت تصريحاته مساسا بالوحدة الوطنية؛ ورغم ذلك، يرى العديد من
المثقفين والكتاب أن محاكمته ذات طابع سياسي، وليست مستندة إلى أساس قانوني قوي،
معتبرين أن احتجازه يعكس تضييقا على حرية التعبير.
وأفاد ناشر أعماله أنطوان غاليمار،
مطلع الأسبوع الماضي، بأن الحالة الصحية لصنصال آخذة في التدهور، حيث يقبع حاليا
في جناح السجناء بمستشفى مصطفى في الجزائر، وقال غاليمار إن فترة احتجازه التي
تجاوزت الثلاثة أشهر أضعفته بشدة، مع عدم وضوح مدة احتجازه المستقبلية.
وفي مواجهة هذه التطورات، تصاعدت الضغوط الدولية للمطالبة بالإفراج عنه، حيث نشرت صحيفة "لو فيغارو" الفرنسية بيانا من لجنة دعم صنصال، دعت فيه الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى التدخل دبلوماسيا للضغط على الجزائر من أجل إطلاق سراحه.