adsense

2024/04/01 - 1:09 م

تظاهر عشرات الآلاف من الإسرائيليين في شوارع "إسرائيل" لليلة الثانية على التوالي يوم أمس الأحد، مطالبين بإجراء انتخابات فورية، بالإضافة إلى مطلبهم الأساسي منذ بداية الحرب على غزة، التفاوض بشكل عاجل للإفراج عن 134 أسيرا ما زالوا محتجزين لدى حركة حماس، في ظل التخوف من ارتفاع عداد موتهم كلما طال أمد الحرب دون التوصل إلى اتفاق.

وتمثل المظاهرات مزيجا من حركتين، إحداهما تضم عائلات الرهائن، والأخرى يقودها المجتمع المدني والمعارضة السياسية، والتي من المحتمل أن تصبح أكبر تهديد لرئيس الوزراء بنيامين نتنياهو وحكومته اليمينية المتطرفة.

وفي هذا الإطار، أكد المتظاهرون أنهم عازمون على مواصلة الحراك حتى "إسقاط الحكومة". كما دعوا الوزيرين في مجلس وزراء الحرب، بيني غانتس، وغادي آيزنكوت، وقيادات الليكود وجميع أعضاء الكنيست "من ذوي الضمير" للعمل على "استبدال نتنياهو؛ لأنه يمنع التوصل إلى اتفاق، ولا يمنح صلاحيات لفرق التفاوض".

وكسرت عائلات الأسرى مجدداً القيود التي وضعها نتنياهو، الذي حاول تشتيت شملهم عدة مرات من خلال خداعهم بوعود كاذبة حينا، وتهديدهم بأن تحركاتهم تساعد حماس، وتشوش على الحكومة حينا آخر، وعقب مظاهرات غير مسبوقة، باشرت العائلات، إقامة مدينة خيام أمام مقر الكنيست حتى يجري التوصل إلى صفقة تبادل أسرى.

وفي هذا السياق، أثارت الهتافات غضب الوزراء، فخرج أحدهم يطالب بمنعها، وقال وزير شؤون النقب والجليل، يتسحاك فاسرلاوف، إن "المظاهرات التي تقام خلال الحرب تشكل جائزة لحماس ورئيسها يحيى السنوار"، مطالبا نتنياهو بإصدار أمر بمنعها، وحذر من أن امتداد المظاهرات إلى القدس وإقامة "مدينة الخيام" أمام الكنيست "تحد سافر" لسلطة الحكم.

وشهدت المظاهرات أيضاً مواجهات بين الشرطة والمحتجين، الذين أصدروا بيانا حسب ما نقلته صحيفة يديعوت أحرونوت قالوا فيه "ليس لدينا خيار آخر، سنعمل على استبدالك نتنياهو على الفور"، وقد وصفوا سلوك نتنياهو بأنه "جريمة"، معتبرين بأنه "العائق أمام التوصل إلى اتفاق مع حركة حماس، كما أضافت الصحيفة نقلا عن أهالي الأسرى المحتجزين في غزة، قولهم في مؤتمر صحافي في ساحة كابلان وسط تل أبيب: "لقد وصلنا إلى النهاية، سنحرق البلاد إذا لم يتم التوصل إلى صفقة". مرددين "اتفقوا الآن".

وكتب رئيس الوزراء السابق "إيهود باراك" مقالا في مجلة"foreign affairs"، معتبرا أن "هناك طريقة واحدة فقط لمنع نتنياهو من قيادة إسرائيل إلى حرب إقليمية طويلة، وربما خداع كل من الإدارة والجمهور الإسرائيلي: الانتخابات العامة". لكن لا يبدو أن نتنياهو سيتساهل في اقتراح إجراء انتخابات، المطلب الذي ينادي به المتظاهرون وبعض السياسيين، بسبب علمه بأن شعبيته تدهورت بشكل كبير في وسط الصراع القائم، حيث صرح يوم أمس في مؤتمر صحافي: "الانتخابات الآن؟ حماس سترحب بها، ستُشل إسرائيل والمفاوضات من أجل التوصل إلى اتفاق لمدة 8 أشهر".

وفي هذا السياق، أفاد استطلاع للرأي نشرته القناة الـ13 أن 51% من الإسرائيليين يؤيدون إجراء انتخابات العام الجاري، وأن 38% يعارضون ذلك، كما كشف الاستطلاع أن 61% من الإسرائيليين متشائمون إزاء تحقيق هدف القضاء على حركة حماس، بينما يعتقد 24% منهم أن الحرب ستنتهي بالقضاء على الحركة.

لقد عززت الحرب تصميم المعارضة السياسية للإطاحة برئيس الوزراء الذي أمضى أطول فترة في السلطة، ويتعرض اليوم لضغوط من الداخل (المظاهرات وعائلات الأسرى، الخلافات داخل الحكومة، قانون التجنيد، تهم الفساد، فشله بتحقيق أهداف الحرب، النازحون...) وضغوط من الخارج (العلاقة المضطربة مع الرئيس جو بايدن والإدارة الأميركية، محكمة العدل الدولية وتراجع تأييد المجتمع الدولي للحرب وممارسة ضغوط سياسية على إسرائيل، التحول في الرأي العام العالمي، تأثير جبهات الإسناد الإقليمية...) ما يجعل مستقبل رئيس الوزراء السياسي على المحك أكثر من أي وقت مضى.