adsense

2021/03/19 - 11:04 ص

بقلم عبد الحي الرايس

هي رسالةُ الأخْيار، ينسُجون عُشّاً للأليفيْن تأميناً للاستقرار، ويَرْتَقُونَهُ حفاظاً عليه من الاِنْهيار، إن دَبَّ الخلافُ يَوْماً وتفاقمَ النزاع، انتصر كلُّ فريق لِلْوافِدِ على القريب، حَسْماً للصراع، وتنادى الجميع لرأب الصدع، وإشاعةِ الوئام.

حِكْمَةُ الْأُلَى أيْقنُوا أن الخيْر كلَّ الخيْر في لَمِّ الشتات، والحفاظِ على العهد وتهذيب الطباع، وهم إذ يفعلون إنما يستحضرون أن الْعِشرة لا تَمضي دوماً في صفاء، وأن التماهيَ لا يتأتى دون عُسْر يَعْقبُه رخاء.

وهَمْسةٌ لكل شريكيْن مُقبليْن على الحياة، أن أقيما على التصافي، ونَبْذِ كل ما يُسبِّبُ التجافي، فإذا جَدَّ ما يُعكِّرُ المزاج، أَذِيبَاهُ بِهُدوءٍ يَعْقبُهُ حِوار، وتَكَتَّمَا حتى لا يَعْلمَ الدَّانِي قبل القاصِي بما بينكما من جَفاء.

وكلُّ نَصْرٍ يتحقق، هو عَهْدٌ يَتجدَّد، ولَبِنَةٌ تنضافُ إلى صَرْحِ الْوِفاقِ والوفاء، وتُعَزِّزُ التماسُكَ في مُواجهة ما يطرأ من متاعبَ وأعْباء .

وكلُّ تَخَطٍّ للصعاب، حكايا تُرْوَى، وأرصدةٌ تُغْنَى، وتجاربُ تَشْحَذُ الهِمَم، وتُلْهِمُ الْحِكَم.

وتلكم سيرة السلف الصالح، كُلُّ أليفيْن يتعاقدان على التعايُش في السراء والضراء، والشدة والرخاء، يُنْجبان بَارِّ الأبناء، ويَسْهران على تنشئةِ خيْر الأجيال، ويُصِرَّان على الْمُضِيِّ في تسانُدٍ وتكامُل إلى نهايةِ المَطاف.

وَعَوْدٌ إلى الأصْهارِ الأخْيَارِ الأجْداد، هُمْ في الْأُسَرِ رُسُلُ الوِدَادِ والوئام، ورُمُوز البِرِّ والإحسان، ومرجعيةُ كُلِّ تهدئة ٍونَشْرٍ لألْويَةِ السلام، فمِنْ أنَاتِهِم يَتعلمُ الشباب، ومن حِكْمتهم ترْتوي الأجْيَال.