adsense

2020/11/28 - 12:32 م

بقلم عبد الحي الرايس

ثم يأتي التنوُّعُ الاجتماعي إلى فئات تلتمس النَّصَفَةَ وعدالة الأرض في انتظار عدالة السماء

 طفولة تزدادُ وفي فَمِها مِلعقة من ذهب، وأخرى تَفِدُ على الحياة لتُواجه الفاقة وتشْكُوَ الحرمان

ـ شباب يداعبهم عريض الأحلام، ينفتح أمامهم مُشْرِقُ الآفاق، وآخرون تضيق بهم السبل، وتُسْلِمُهُم إلى الضياع.

ـ نساءٌ يَحْظيْن بِحُسْن التنشئة وكامل الرعاية، ينْخرطن في ركب الحياة بكل اعتداد وعبقرية إسهام، وأخرياتٌ حَظُّهُن شظفُ العيش، وسوءُ المعاملة، وبؤسُ التعنيف.

ـ رجالٌ تتعدد أمامهم الفرص، يواجهون الحياة بعزم وصبر وجلد، وآخرون يَكْبُو بهم الحظ، ويَخُورُ منهم العزم، ولا يُمْسِكُون على شيْء.

ـ شيوخ راكموا خبرة واستخلصوا حكمة و صاروا مرجعية ذوي شأن، وآخرون دب إليهم الْخَرَفُ والوهن، وصاروا فريسة المرض والنسيان.

ولو وُكِلَ الناسُ إلى أقدارهم لتعمَّقت الفوارق، ولتباينت الأحوال، ولساد الحيف، وعم الإهمال.

ولكن شرائع الأرض ونواميس السماء أجمعت على التكافل ومكافأة الفرص ومعاملة الناس على أنهم سواسية في الحقوق والواجبات.

ولو تحقق ذلك لساد العدل، وعم الإنصاف، وانخرط الجميع في مسلسل التنمية بعزم ويقين وحماس.

وقد تحقق في بعض البلاد، فأعطى النموذج والمثال، وأقام الدليل على أن المجتمع الإنساني إذا شاء فعل، وأن النَّصَفَةَ والعدالة ليْستا ضرباً من المُحال.

وتظل الآمال معقودة على سيادة وعي، وحضور إرادةٍ وعزم لتقريب الفوارق، وطيِّ المسافات، وجعل ما يبدو مُستحيلات، قناعاتٍ مُوَجِّهَات، وتَحَوُّلاتٍ مُمْكِنَات.