adsense

2018/10/18 - 1:33 م


بقلم عبد الحي الرايس
لا يَقبلُ منا أن نندبَ حظنا ونأسى لحالنا ونرثي لواقعنا : نُعدِّدُ المشاريع ونقطع الأشواط لنكتشف أننا نراوح مكاننا على سُلَّم التنمية، وأننا في التعليم بأدنى درجات الترتيب.
تُرى! أين يكمُنُ الخلل؟
الحاكمُ يتهم المحكوم بجحودِ النعمة، والتسيب والعصيان، وتَعَدادِ المطالب، وإيثار الهجرة والاغتراب، والإكثار من التظلم والاحتجاج.
والمحكوم يَعيبُ على الحاكم أنه يُحَرِّكُ العصا ويُكمِّمُ الأفواه، ويدعوهُ إلى أن يجُوسَ خلال الديار ليُصْغِيَ إلى أنٌَاتِ الجياع، ويُعاينَ واقعَ الْعُرَاة وفاقدي المأوى والمهدَّدين بالانجراف والضياع، في حالتيْ السيول والجفاف، يناشدهُ أنْ يُجَرِّبَ لشهْرٍ لا لسنة تدبيرَ مورد عيشٍ إن وَفَّرَ لقمة فلن يفِيَ بإيواء، فما بالكَ بمتطلبات الأبناء.
والْمُحْتكَمُ إليه يقفُ حائراً بين هذا وذاك
ولا يملك إلا أن يقول:
ستنصلحُ الأمور، عندما يتقاسمُ الجميعُ حبَّ الوطن، وهاجسَ الارتقاء به بين الأمم.
فلا يعودُ ثمة تعاملٌ بين سادةٍ وأتباع
ـ بين نُخبةٍ تنعمُ بالحُظْوة والامتياز، يَنْبُو لديها القول، وتُعْفَى من المؤاخذةِ والحساب، مهْما تعددتْ وتفاقمتْ لديها الأخطاء.
ـ  ومجتمعٍ عليه تدْبيرُ العيش بالكفاف، والإسهامُ بالحظ الأوفر في تسديد الديون وتحقيق التوازنات .
وستتحققُ النهضةُ وتتسارعُ عجلة النماء، يوم تتحولُ الشعاراتُ إلى إنجازاتٍ وتفعيلات، والتشريعاتُ إلى تنزيلاتٍ وتطبيقات.
وليس أيْسَرَ لسيادة التفاهم، ونيْل الرضى والتجاوب، من أن يُعادَ النظرُ في الاختيارات، ويصدُقَ العزمُ على الإنصاف في توزيعِ الثروات، وإشاعة العدل بين جميع الفئات، ومعاملة الجميع على قدم المساواة.
ويبقى لصاحب القرار صلاحية الاختيار بين تأكيد الذات والإمعان في الإثراءِ ، وبين تخليد الأثر وتسريع النماء.