adsense

2014/09/24 - 2:51 م

ظل صيد الأسماك بمصايد «المشكيرات» انطلاقا من شاطئ سيدي الضاوي بمدينة الجديدة حتى حدود منتجع  سيدي بوزيد  ومنذ زمان موردا هاما لغذاء الناس ومجالا خصبا لخلق فرص الشغل، ومصدرا للرزق، وقد نمت مهنة اصطياد الأسماك بهذه المصايد  و مورست من قبل الأجداد وتوارثها الاباء ولقنوها للأبناء، فكانت بمثابة شريان القلب لحياة العديد من سكان المنطقة وشغلهم الشاغل ، بعد أن ابدعوا طريقة  لسد حاجاتهم من الأسماك تقوم أساسا على خلق سدود حجرية على شكل طوق من الصخور البحرية يتم تثبيتها بطريقة محكمة ودقيقة داخل البحر ليتم بعد ذلك  جمع الأسماك التي تظل عالقة بها بعد جزر مياه البحر وانكشاف الصخور البحرية من جديد ، وهكذا دواليك على امتداد فصول السنة رغم عدم اهتمام الجهات المسؤولة بالجانب البيئي وضعف  ذات اليد لدى الجميع ، حيث كان الكل يعيش في انسجام تام مع البحر والشجر وكان الجميع يخطط لقضاء تقاعده بهذه المدينة الهادئة، يعيدا عن زخم الشوارع وضوضاءها...  لكن في الآونة الأخيرة تغير كل شيء و تدنى محصول الصيد بطريقة المصايد التقليدية بشكل مريب  وصار بإمكان الصيادين جمع الأسماك والرخويات هذه المرة ميتة بفعل فاعل تطفوا فوق الماء  مما عزا بالعديد منهم و الذين كانوا ينشطون بشكل دائم  بالساحل المذكور عزا بهم إلى تغيير نشاطهم  اضطراريا وولوجهم عالم البطالة دون اختيارمنهم خوفا على صحتهم بعد أن أصيب العديد من الغطاسة جامعي الطحالب والصيادة  بحكة وتورمات جلدية وامراض لها علاقة بالحساسية وانتفاخ في الأطراف السفلى (حسب سيدة مسنة عاينا حالتها الصحية بعين المكان ) بسبب تسربات متكررة لمواد سامة  عبر فوهة قديمة لمياه عادمة قيل في السابق أنه تم تعطيل العمل عبرها،  تصب مباشرة في مياه البحر دونما المرور عبر محطة المعالجة التي صُرِف من أجلها الكثير و قام بتدشينها جلالة الملك مؤخرا بغية حماية البيئة والحفاظ على الترواث السمكية بالمنطقة وهي بالمناسبة ( أي محطة معالجة المياه العادمة ) مجاورة لنقطة تسرب المباه الملوِثة والتي يُجهَل مصدرها حسب بعض الحضور المتتبع لهذه المعضلة والذي أكد لنا أن الأمر يتعلق ربما  بمعمل لصنع البطاريات بالحي الصناعي بالجديدة ... لكن السؤال الذي حير الحضور هو سر فتح هذه الفوهة الحاملة لمياه سامة بألوان مختلفة زرقاء و حمراء و بنية مجهولة المصدر مرة عند نهاية كل أسبوع من قبل مسؤولي الصرف الضحي بهذه النقطة ،ولماذا لا يتم صب هذه المياه عبر المحطة المعالجِة التي صرف من أجلها الكثير وتحدث المسؤولون عن اهميتها وفعاليتها باسهاب قل نظيره حتى يتم معالجة هذه المياه الخطيرة  ومن تم  حماية الجميع برا و بحرا وبشرا ؟ سؤال نوجهه للجهات المعنية بشان التلوث البحري بمنطقتنا المهملة أصلا من قبل ممثليها ومنتخبيها لعلنا نجد جوابا شافيا لأسئلتنا التي حيرت الجميع إلى حد الشك في كون محطة معالجة المياه العادمة أصبحت معطلة حتى إشعار آخر مثلها مثل العديد من المشاريع التي يزخر بها وطننا العزيزوالتي يُصيبها التعطيل والتدمير بفعل الإهمال   ....