adsense

2022/02/11 - 10:06 م

بقلم عبد الحي الرايس

يتواصلُ في عِنَادٍ وإصرار تشغيلُ الجرافة لإزالة فاصل مطاطي خفيف يتوسَّطُ شارع الجيش الملكي بفاس، ويُباشَرُ تثبيتُ شريطٍ مَركزيٍّ فاصل ( T P C) بعرض متر، وبحاشيةٍ إسمنتية مُتعامدة مع الطريق، تتحدى أي تجاوز أو تغيير.

يتم ذلك في تصامُمٍ عن النصح والتذكير بأن الطريق ملك عام، وبأنه في صيرورة يُمليها تنامي حظيرة العربات، وتفعيلُ شعار "المدينة المستدامة" الذي يقتضي أن يَخضع الفضاءُ الطرقي لتغييرات متلاحقة تُدمِجُ فيه المسار المستقل للنقل الحضري، وممرَّ الإغاثة، ومسالكَ الدراجات التي تتنافس حواضر العالم في تعميمها حدا للاختناقات الطرقية، واستحضاراً لإكراهات التغيرات المُناخية.

وظرفياً سيُشكل هذا الفاصل الحاجزَ المنيع، وكأننا في حرب نُقيم المتاريس، إذا توقفت مركبة على اليمين، وتعطلت أخرى عن المسير لسبب أو لآخر، فمن أين يكون المرور؟ وكيف يتم الإنقاذ وتتحقق النجدة؟

إذا كان الهدفُ هو الحيلولة دون التجاوز المَعيب، ففاصلٌ مصبوغ يتكفل بذلك، وإذا كانت الغاية هي تثبيتُ أعمدة الإنارة، وتشجيرُ وسطِ الطريق، فتجاربُ الأمس غير البعيد، وآفاقُ المستقبل القريب تُؤكدُ أن هذا الفاصل صائرٌ إلى إزالة وتغيير.

لمثل هذا تكون المشورة، ويتعين على مُدَبِّري المدينة استشراف المستقبل، والنزولُ عند رأي الحكامة.