adsense

2019/11/14 - 5:22 م

بقلم أسماء الكعدوس
طقس موكب الشموع "دور الشمع" كتقليد ديني سنوي في مدينة سلا بالمغرب..
يعد طقس موكب الشموع ممارسة طقوسية إحتفالية دينية يهتم المغاربة بإحيائها كل عام في ذكرى المولد النبوي والتي تعد مناسبة دينية اجتماعية للتكافل والتأزر وصلة الرحم تعكس مدى تشبت الساكنة بالطقوس الدينية والتي تعبر عن مدى حضور الدين والممارسة الدينية في تفاصيل الحياة اليومية..
حيث أن هذا الطقس عرف منذ القدم وإلى يومنا هذا كممارسة إحتفالية قدسية تجسد لنا أهمية الإحتفاء بهاته المناسبة الدينية، ولكن ماكنت أتساءل عنه وأنا في صدد ملاحظتي لهذا الطقس، مالسبب الذي يكمن في كون أغلب الوافدين لهذا الطقس والمتتبعين له من فئة كبار السن ولا يعني ذلك غياب فئة الشباب بل هم بشكلون الأقلية وقد يكونو باحثين أو متفرجين عابرين؟ فالشباب عادة مايعتبرون أن هذا الطقس مجرد "خرافة" وممارسة قديمة (بدعية) لاتناسب طبيعة العصر حسب ماقيل لي في مقابلة إستفسارية عن هذا السبب..
 ولقد لاحظت أن الأمهات يسعين بشكل أساسي لترسيخ أهمية تتبع هذا الطقس والحضور لمشاهدته لدى أطفالهم الصغار.
وأيضا ماقد لوحظ هو أن نسبة الناس المتتبعين لهذا الموكب في هذا العام قد قلت بشكل ملحوظ عما كانت عليه قبل عامين.
ولكن رغم ذلك يظل هذا الطقس قائما كممارسة دينية مقدسة وممارسة ثقافية لدى ساكنة مدينة سلا، حيث تم الإحتفال بهذا الطقس في أول عيد المولد النبوي من حكم أحمد المنصور الذهبي في سنة 986 هـ ومنذ تلك الفترة يتم إحياؤه كل عام في ذكرى المولد النبوي
وصف لموكب الشموع:
هو موكب يحمل فيه أشخاص صناديق خشبية سميكة مغلفة بالورق الأبيض وتزين بالورود الملونة حيث أن هاته الصناديق يتم تصمميها بشكل هندسي يأخذ شكل الزخرفة الإسلامية
كما أن هناك شموع  يتم حملها من قبل الأشخاص المشاركين في الموكب والذين يلتزمون بارتداء الزي التقليدي.
وأيضا يتم هذا الوكب بحضور فرق فلكلورية تقوم بقرع الطبول وأنغام موسيقية تقليدية بعد مضي موكب الشموع .
ثم تستمر هذا الأحتفال في وجود معرض يجسد هذا الطقس منذ القدم ومسابقات لحفظ القرآن الكريم...
وأخيراً تختم هاته الممارسة الطقوسية "المقدسة" بليلة صوفية أندلسية تشمل الذكر والقرآن، وهكذا ظل طقس موكب الشموع طقس قابع في وعي الضمير الجمعي لساكنة هاته المنطقة منذ الأزل إلى يومنا هذا.