adsense

2019/11/21 - 8:52 م


بقلم الأستاذ حميد طولست
كعادتي في كل صباحات أيامي العادية ، التي أصبح فيها استيقاظي لا يكتمل إلا على أخبار "النت" ، شغلت الحاسوب ، وقبل أن ارشف أول جرعة من قهوتي الصباحية ، شدّني خبر ظريف وطريف جمع بين شيء من خفة الدم والسخرية ، مفاده أن هذا اليوم 19 نوفمبر،يوافق "اليوم العالمي للرجل" .
اندهشت للخبر الذي لم يسبق لي أن سمعت به ، وقلّ من احتفل به من حولي، اعتراني  فضول غريب - لم أعرف مصدره ، أهو من فضول الصحافة ، أم أنه هو من موروثات الثقافة المجتمعية - استهوتني فكرة البحث والكتابة هذا الموضوع الطريف والمثير، الذي ربما لم يكتب فيه قط ، فلم استطع مقاومتهما ، رغم حساسيته وحرجية الخوض فيه ، وما يمكن أن يتسبب لي من السخط ، أو يثيره ضدي من هستيريا الضحك ؛ إقتحمت عوالم "جوجل" ، فوجدت به ما يدل على أنه مناسبة للإحتفال بالرجل ، تم تأسيسه في عام 1999 على يد الدكتور جيروم تيلكوسينغ، محاضر في التاريخ بجامعة جزر الهند الغربية في ترينيداد تاباجو، وصادقت عليه رسميا الأمم المتحدة التى عام 2013 كيوم عالمى رسمى يحتفل به كل عام ، في الكثير من بلدان العالم عدا البلدان العربية التي تنظر إلى الرجل نظرة القوامة التي لها علاقة وثيقة بمفهوم الرجولة الشرقية منذ القدم، وتعتقد أنه حاصلٌ أساساً على جميع حقوقه.
إلى هنا تبقى معلومة أن يكون للرجل يوم عالمي، يحتفل به من يشاء ويترك ذلك من يشاء ، جد عادية وليس فيها غرابة ، لكن ما يثير الدهشة والاستغراب ،ويدفع للضحك والسخرية ، هو المعلومة الغريبة التي عثرت عليها صدفة خلال بحثي في أغوار خزائن العم "جوجل" المليئة بالذخائر والمفاجآت ، عن حقيقة قصة يوم الرجل العالمي، والتي مفادها اقتران يوم الرجل العالمي بيوم المرحاض ، الذي يصادف هو الآخر تاريخ 19 نوفمبر الذي خصصته الأمم المتحدة للاهتمام بالمراحيض في العالم، قبل 14 عامًا من "اليوم العالمى للرجل" وكأن الأمم المتحدة لم تجد يوما آخر لرد جميل الرجل إلا بقرن يومه العالمي بيوم المرحاض، الذى على ما يبدو يحظى بأهمية ودعم أكثر من يوم الرجال.
لكن المفارقة الأكثر عجبا وغرابة ، والتي لا تقل غرابة عن اقتران يوم الرجل العالمي بيوم المرحاض ، وتدعوا للشك في كونها مجرد صدفة ، وأنها مؤامرة ضد الرجل والمعلم ، هي تخصيص الحمار هو الآخر بيوم عالمي يُحتفل به في السادس من أكتوبر الذي يلي مباشرة  الخامس من أكتوبر ، اليوم الذي يحتفل فيه العالم كله ومنذ عام 1994، بذكرى توقيع التوصية المشتركة الصادرة عن منظمة العمل الدولية ومنظمة الأمم المتحدة للتربية والعلم والثقافة (اليونسكو) عام 1966 والمتعلقة بأوضاع المعلمين ، تحت مسمى "اليوم العالمي للمعلم" .
اتمنى أن يتدبر القارئ الكريم المقالة بشيء من الواقعية المجردة عن الأفكار الجاهزة ، والأحكام المسبقة المبيتة ، والظنون الآثمة ، ويساهم في إلقاء الضوء على هذا الموضوع بتعلقات إيجابية وأجوبة لطيفة لا مهجنة ولا مدجنة ، حتى تعم بها الفائدة وتزداد معها رفاهيته الوعي.