adsense

2019/03/25 - 11:47 م


بقلم الأستاذ حميد طولست
رغم وجودي خارج الوطن ، لم أستطع مقاومة الرغبة العارمة في المساهمة في اليوم الدراسي الذي ستنظمه "جمعية أبواب المشور فاس الجديد" بفضاءات سيدي مجبر حول: دور الأبواب في التنمية السياحية والثقافية والتراثية للمدينة " والتي تم إختيار الأبواب العتيقة والكثيرة للمشور فاس الجديد ، التي بنيت لحمايتها من الهجوم والغزوات الخارجية ، والتي تطالع عيوننا هنا وهناك لتروي تاريخ فاس وعراقتها من خلال الفن المعماري ، كأهم العناصر التي تُعطي الانطباع الأول عن المنشأت المعماريّة ، مدنا وقصورا ومعابد وبيوتا ، وتؤكد بالملموس على ذوق ساكنتها ، وعن براعة ومهارة صناعها المغاربة، ورقي الفن المعمار المغربي المتميز ، الذي اهتم بها مند القدم ، كإمارة للمنشأة المعماريّة، كما في المثل الشعبي المغربي : "إمارة الدار على باب الدار" وزينتها وسترها وقفل أسرارها وأمانها ، وأول ما يواجه الساكن أو الضيف عند ولوجها وآخر ما يراه عند مغادرتهامن تصاميمها البسيطة ، التي كانت على شكل صخور ثقيلة تسد فتحات الكهوف في الغابات أو الجبال ، والتي تطورت صناعتها متدرجة من البساطة المتناهية، إلى التعقيد والإتقان ، بعد تدخل على خط صناعتها، الفنانين التشكيليين والمزخرفين والحرفيين المهرة المعززين بما عرفه تاريخ البشرية من تعدد تقنيات ومواد وخامات وأشكال وتصاميم تصنيعها ، الذي توحل معه بعضها تحفا فنيّة ، ووصلت حد الإعجاز الفني والجمالي والتقني الذي جعلها تُغلق وتُفتح بــ "التيلي كوموند"  أو بالاستشعار الحراري، أو بالبصمة الصوتيّة، أو بكلمة السر، التي تذكرنا بــــ "افتح يا سمسم" Sésame, ouvre-toi  كلمة السر السحريّة التي كان يستخدمها "علي بابا" لفتح بوابة المغارة التي خبأ الأربعون حرامي فيها الكنوز في أسطورة علي بابا والأربعين حرامي ، وفي ألف ليلة وليلية ..
ومهما كانت واقعيّة الأبواب ، و مهام تعددت وظائفها ومهماتها التي كانت في البداية تتلخص في عزل الداخل عن الخارج ، وتأمين الطمأنينة والأمان والحرية للساكنة ، فإن ما أضيف لها من وظيفة تنمية السياحة الثقافية والتراثية للمدن الموجود بها ، ومهمة اختزال ذاكرة المرحل والتأريخ لمعتقدات ومفاهيم وعادات ناسها ، لا يقل أهمية عن وظائفها ومهماتها الأساسية ، رغم كونها تبدو فرعية ، والذي أتمنى أن يتمكن المتدخلون في اليوم الدراسي المزمع عقده يوم 24مارس بسيدي مجبر بفاس الجديد ، من الخروج من مناقشتها بتوصيات كفيلة بالترويج لأبواب فاس الجديد ،تنمية للسياحة ..ومع كامل تقديري من مندينة أكثر من 60 مليون سائح ..