adsense

2018/04/30 - 10:14 م

 بقلم عبد الحي الرايس
عندما يَعْزِفُ طفلٌ عنِ الطعامِ والشراب، لا نَتّهِمُهُ بالعقوقِ والعصيان، وإنما نبحثُ عن العلل والأسباب.
وحين تزْهدُ مجموعةٌ في بعض المنتجات ، يُفترَضُ البحثُ والتقصي، لا اللجوءُ إلى الاتهام والتَّجنِّي.
وحين يُوثرُ المشاهدُ تغييرَ القنوات، والْكَفَّ عن متابعةِ المحلي من الفضائيات، فإنما يَشِي ذلك بِمَجِّ رديءِ الْمُدَبْلَجَات التي تُفْسِدُ الذوْق، تَسْتبْلدُ العقلَ، وتُغْرِي بِشَائنِ السلوكات.
وحين يُراوحُ بَلَدٌ رُتبتَهُ على سُلَّمِ التنمية، ويُنْعَتُ تعليمُهُ بِالدُّونية، يتعينُ عليه مصارحةُ الذات، والعملُ على تحقيق سريعِ الوثبات، باعتماد صائبِ الاختيارات، لا تَعْدادُ التبريرات، وملاحقةُ التجاربِ والإصلاحات.
وحين يتمُّ الوعْدُ بأسعارٍ مُتحركةٍ للمحروقات ، ثم يُكرَّسُ الاستقرارُ والثبات، فلنْ يَشِيَ بغيرِ الاِسْتغفالِ ومُراكَمَةِ الْمُكْتسبات.
وحين يكونُ تَخْوِيلُ فئةٍ شتَّى صُنُوف الاِمتيازات، وحرمانُ أخرى ليكون عليها أن تحيا على تدبير الأزمات، فلنْ يُسْفرَ ذلك عن غير الاِخْتناقات والصراعات .
وكَمْ صارَ ميسُوراً نصْبُ الموازينِ وعَقْدُ الْمُفارَقات:
- بين أمْصار بِلا مواردَ ولا خامات، شغَّلَتِ الإرادات، فجَنَتْ خيرَ العائدات، وارْتقَتْ أعْلى الدرجات.
- وأخرى تزخرُ بالمواردِ والخيرات، كرَّسَتِ الْفوارق ، راكمتِ المغانم، وعددتِ المغارم، فأثارتِ الْفِتَنَ والبلابل .
فهل للنافذين في مواقع القرار أن يَصُونُوا ألسنتَهم عن عَوَاهِنِ الكلام ، لِينْشطوا في معالجةِ الأسباب،  وتدارُكِ ما فات، اتِّقاءً لِلْأزمات، واسْتكْناهاً لِعُمْقِ الكلمات.