adsense

2018/04/23 - 6:21 م


بقلم عبد الحي الرايس
مِنْ أَنْ يسْتمرَّ التضارُبُ في تحديدِ عددِ الوثائق، والتَّجافي في أسلوبِ التعامل، بين مدينةٍ وأخرى، وفي المدينةِ الواحدةِ بين منطقةٍ وأخرى، بلْ وفي المنطقةِ الواحدةِ بين ملحقةٍ وغيرها.
فالبلدُ له ملكٌ واحد، دستورٌ واحد، وهاجسٌ واحد: تقريبُ الإدارةِ وإنصافُ المواطن.
فلا يُعْقَلُ أنْ تستمرَّ إدارتُه في السير بسُرْعات مُختلفة، وفي اتجاهاتٍ مُتباينة.
بعضُها يُؤسِّسُ لإدارةٍ ذكيةٍ تُيَسِّرُ الأمور، وتُعْفي المواطنَ من الحضور، حتى لوْ تعلق الأمرُ بسَحْبِ  وثيقةٍ أو تصحيحِ إمضاء، فيسْتشْعِرُ الطفْرة، وَيُشِيدُ بالنَّقلة.
وبعضُها يُكرِّسُ الاستحضارَ والانتظار، ويُمْعِنُ في الاشْتراطِ والإرْجاء، إلى حدٍّ يصيرُ فيه على المواطنِ أنْ يُعدِّدَ الزيارات، وينتظرَ الساعات، عَلَّهُ يُقابلُ المسؤولَ ليُسلمه إشعاراً كان من قبلُ يُبْعَثُ مع أيِّ رسول، وكأنَّ الإدارةَ تقاومُ الْمَأْسَسَة، لِتُؤكِّدَ الشَّخْصَنَة، فيشعرُ المواطنُ بالهوان، ويُهْدَرُ الوقت، وتضيعُ المصالح.
هي همسةٌ نرجو أن يكونَ لها رجعُ صَدى، فتتوحَّد الإدارة، وترتقي مدارجَ التبسيطِ اليقظ إلى أبعدِ مَدَى، فتنتزع الإشادة، وتحظى بالثقة.
ولا نريدُ لها أن تتحولَ إلى صرخة تشجُبُ التعالي، وتُندِّدُ بالتَّجافي، وتُطالبُ باحترام التشريع من غير شططٍ في التطبيق، ولا تَمَحُّلٍ في التأْويل.
البلدُ يزخرُ بالكفاءات، وصادقِ الإرادات، وينشدُ خيْرَ المُعاملات.
فلْيكُنِ التنافسُ في توحيد الوثائق، وتبسيطِ المساطر،  ارتقاءً بالإدارة، وتكريماً للمواطن.