adsense

2017/06/06 - 12:32 ص



بقلم الأستاذ حميد طولست


بقدر ما أشفقت كثيرًا على حال شباط ، وما آلت إليه أحواله بعد أن دارت عليه الأيام دورتها ، وانتهت به إلى ما لم يحسِب له حسابا ، من انحدار وسقوط  تلا ما عرفته أقداره من صعود سريع ، بقدر ما تحسرت على أتباعه الحزبيين ، وامتلأت نفسي بالحزن الشديد والأسى العميق على النقابيين الطيبين إلى حد السذاجة ، الذين وثقوا بمشروعاته "الفمامية " التي انتظروا من ورائها ترقية أوظاعهم،  وتنمية أحوالهم ، والنهوض بوطنهم ، ونفخوا فيه من أجل ذلك "البعرة"  بالمديح والثناء والاطراء والتفخيم ، وكل عبارات التعظيم التي حولته إلى مستبد ، لينتهي به المطاف إلى خصم لهم ولكافة مناضلي الحزب والنقابة ومخلصيهما، وإلى عدو لثوابت الوطن التي اعترى الغموض التزامه بها ، وحامت الشكوك حول مواقفه تجاهها ، ما جعل الكثير من مريديه قبل خصومه ، يعيدون النظر في واقعيته كأمين عام لحزب عتيد ، وقائد لنقابة ضخمة، ويفجرون براكين غضبهم الدفين ضده كزعيم ارتكز في تعامله على قاعدة قوامها الحيوي ، الجشع وحب الامتلاك والاستعباد السياسي ،  و"ما أريكم إلا ما أرى" ، تماما كباقي الرؤساء المستبدين الذين عرفهم التاريخ ، وتمت صناعتهم من أفشل المواد الخام، لغة وتعبيرا وأسلوبا وأفكارًا وغطرسة فارغة ، التي انتهت بهم إلى ديكتاتوريين أمثال القذافي ، وصدام حسين وموجابي ، وهيلاسلاسي ، وتشاوشيسكو ، وسوموزا ،وسالازار ومنجستو ، هيلامريم ، وباتستدا ، وفرانسوا ديفالييه ، وبينوشيه ، وفرانكو ، وهتلر ، وستالين ، وماوتسي تونج ، وأنور خوجة ، وموسوليني ، وغيرهم كثير من الطغاة المستبدين الذين لا يمكن التفرقة بين الذكي منهم و الأبله والمتخلف عقليا، أو الفاشل والفاشي  ، لأنهم في النهاية واحد ، حين تتجمع في أيديهم السلطة المطلقة القادرة على تصفية الخصوم والمنافسين ، وصناعة الخدام والأتباع الطيعين ، من حتالة المرتزقة ، الفارغة رؤوسهم من أي مشروع علمي أو ثقافي أو تعليمي ، الذين لا دراية لهم لا بالسياسة ولا بالدين ، ولا يتقنون غير عبقرة السيد المستبد، وتبرير كل تصرفاته وأي كلمة أو إشارة أو همسة أو غمزة أو أمر أو توجيه منهم ، وكأنه نبي من أنبياء الله الصالحين، أو إلاه فرعوني يسبحون بحمدهم ، وذلك بقدرة تأثير ومفعول لعبة العصا والجزرة ، التي يثقن استغلالها لكسر نخوة وكرامة وروح المتمردين ، وإسقاط لاعقي الأحدية  في حـِجـْـر الرئيس ، والصاقهم بهواه ، وتبنيهم لرؤاه ، واعتناقهم لدينه ، وانسجامهم مع فكره ومزاجه ، فتراهم حوله  كالذباب "فلبطانة "  يعتاشون على تلميعه، وتفسير فلسفته، وتبرير توجيهاته، إذا ابتسم قهقهوا وصفقوا، وإذا غضب  إرتعشت أيديهم ، وإصطكت أسنانهم ، وإنفصلت ركبهم ، وإذا انتفض ضد شخص أذاقوه الويلات ، وإذا كره العلم والثقافة ، مزقوا الكتب وأحرقوا الصحف والمجلات ، وإذا فسى كبروا ، وإذا بال تبولوا ، -كالأحمرة  التي إذا بال حمار منها بالت كل الأحمرة - غير مبالين بما يُفعل بحزبهم العتيد من تقزيم للحزب ، ولنقابته الكبيرة من تصغير، وتسفيه دورهما وحصره في التصفيق والتهليل له  ، فما أكثر هذه النوعية من البشر، والتي لا يئرفني أن أنشر هنا أسماءهم لكثرتهم ،ولأني لست وحدي من يعرف الكثير منهم ، كما أعرف أصابع يدي ، فرغم إدعاء بعضهم العلم والفقه والثقافة ، فهم معروفون بسيماهم وخصالهم التي تجسد الجهل ، والنفاق ، والانحطاط ، والانبطاح ، والتدهور، والسقوط ، في أبهى تجلياته ..