لازال نفس سيناريو العنف المتبادل بين مراقبي
سيتي باص فاس و بعض المواطنين، يرمي بظلاله على المشهد العام بمدينة فاس، حيث
حكايات الضرب و الجرح و تبادل الشتائم و السباب و التعنيف غدت لغة التواصل بين
الفئتين.
ضحية أخرى من ضحايا مسلسل العنف، مراقب من
نفس الشركة تعرض مساء أمس الأربعاء إلى تعنيف من قبل طالب لا يتوفر على تذكرة
لركوب الحافلة رقم 5 التي تربط باب الجياف بحي المرجة، وكما يظهر في الصورة فان
الكدمة على عين الضحية يمكن أن تعصف ببصره لمجرد انه طرف في صراع جانبي ليس له فيه
ناقة او جمل.
زبناء شركة النقل الحضري سيتي باص فاس،
ملزمون بأداء ثمن تذكرة الركوب، لضمان استمرار خدماتها و تحسين وجودة هذه الخدمات
يتطلب دخلا يعتمد بالضرورة على أداء مستعملي الطوبيس، و الشركة مطالبة بضمان سلامة
زبنائها و الحفاظ على كرامتهم من خلال جودة الخدمة سواء ما يتعلق منها بالجانب
البشري او اللوجستيكي، و على المتدخلين في الشأن العام مراعاة الوضع الهش لبعض
فئات المجتمع، و التدخل من اجل حلول مناسبة ترضي جميع الأطراف لوضع حد لسيناريو
العنف اليومي المنبوذ من كلا الطرفين و الذي تتجاوز ممارسته إهانة الطرف المباشر
بل تتعداه إلى إهانة للضمير الجمعي.
مراقبو شركة سيتي باص ومن خلال تصريحات بعضهم
للجريدة، لا يتقاضون الحد الأدنى للأجور، و لا تربطهم بالشركة اي عقدة واضحة، يمكن
طردهم في اي وقت، دون إمكانية المطالبة بحقوقهم في غياب وثائق تثبت الارتباط مع
الشركة، بعضهم يتفهم ثورة الجمهور من تصرفهم، لكن يبقى مبررهم الوحيد هو أنهم
يقومون بواجبهم من اجل الحفاظ على لقمة العيش، لكن في غالب الأحيان ما ينحرف أداء
الواجب إلى عنف يطغى فيه إثبات الذات و التفوق، فيضيع الحق و تهدر معه كل القيم الإنسانية.
