adsense

2016/02/26 - 8:33 م


ما شهدته مدينة الجديدة وسيدي بنوربعد رحيل المراقب العام السيد{ نورالدين السنوني}إلى مدينة فاس بعد نقله المفاجئ لأغراض أمنية هناك.... كالإرتفاع الكبير في معدلات الجريمة والتسيب ، خاصة جرائم القتل والإعتداءات الجسدية على المواطنين و على الممتلكات الخاصة والمحلات التجارية والسرقات في واضحة النهار و إزدياد وتيرة العنف الإجتماعي، تعد كلها مؤشرات خطيرة تفيد بما لا يدع مجالا للشك حجم التدهور الكبير الذي أصبح يعرفه تدبير المجال الأمني المحلي، كنتيجة طبيعية لفشل سياسات تدبير المجالات العمومية المحلية الأخرى و دليلا واضحا على غياب سياسة ناجعة لمكافحة الجريمة والإنحراف على المستوى المحلي وتفاقم الأسباب المؤدية إلى إستفحالها، وأهمها إنتشار تجارة المخدرات وأقراص الهلوسة و بيع المشروبات الكحولية والنساء المرابطات بمداخل المدينة وبشارع محمد الخامس قبالة المحطة الطرقية وداخلها يلوحن بمفاتيح إشارة منهن لجلب الزبائن بعد ذلك يسهلون لهم كل مايشتهون  مقابل المال أمام أنظار رجال الأمن الذين عجزو عن حل هذه المعضلة وكل هذا خارج إطار القانون.
 وظاهرة إنتكاس مشاريع التنمية المحلية وإهمال إدماج الشباب الدكالي في النسيج السوسيو إقتصادي وإيجاد بنية تحتية إقتصادية وإجتماعية وثقافية ورياضية ملائمة للقضاء على ظاهرة البطالة المستفحلة  في صفوف هذا الشباب  خاصة حاملي الشهادات.
 إن عدم إعتماد سياسة حقيقة وناجعة لحل إشكال السكن غير اللائق و إنتشار دور الصفيح و الأحياء العشوائية التي تنبت في أطراف المدينة وداخل مدارها الحضري والتي أصبح العديد منها بؤرا سوداء للجريمة و الانحراف يعد ناقوسا للخطر.
وكل هذا يذكرنا بالمثل القائل {مدينة بلا مالي} بالفعل أصبحت مدينة الجديدة مرتعا للفساد بعدما كانت قبلة للإستجمام والراحة والإستمتاع بجمالها ونظافتها ،ليتم إستهدافها من بعض الأنذال الذين لايهمهم إلا أنفسهم منهم بعض المسؤولين الإداريين و السياسيين الذين نهبوا كل خيراتها ووزعوا غنائمها فيما بينهم وشردوا أبنائها وصنعوا منهم مجرمين وخارجين على القانون بعدما أغلقت في وجههم كل الأبواب، فرص الشغل والبحث عن مسقبلهم.
إن العملية الأخيرة التي قام بها مكتب التحقيقات {بسيج }  بالجديدة وإعتقال الإرهابي الذي أراد الفتك بنا وبأبنائنا وممتلكاتنا وسمعة المغرب خارجيا .
إن الوضعية الخطيرة تلزمنا طرح أكثر من سؤال على الساهرين على حفظ الأمن والأمان بهذه المدينة ،ولعل أهم من يجب طرح السؤال عليه هي أجهزتنا الأمنية المحلية  هل كانت فعلا على علم تام بما يجري  أمام ثانوية محمد الرافعي ،في الوقت الذي كانت فرقة عبد الحق الخيام تقوم بتنفيد عمليتها والتي أنهتها بمهنية كبيرة وسرية تامة وعادت إلى مراكزها .
ذاك هوما تسعى  إلى معرفته ساكنة الجديدة بالضبط ...........الكل يعرف أن مدينتنا هي على مقربة من ميناء الجرف الأصفر {المركب الكيماوي}و{محطات تعبئة الغاز والمحروقات}اللذان يشكلان قنبلة مدمرة تهدد حياة وأرواح الملايين من ساكنة دكالة بحيث لاقدر الله إذا وقع عمل إرهابي ما في غفلة أمنية ستكون كارثة عظمى نظرا لخطورة هذه المواد السامة الفتاكة.
والخطر هنا لايتعلق بالجرف الأصفر لوحده بل كذلك بأكبر محطة سياحية {مزكان}التي تستقطب عددا هائلامن السياح الأجانب منها شخصيات عالمية من معيار ثقيل، إذ صارت محطة إستهداف لأفراد الخلية الإرهابية.
لقد حان الوقت لوزارة الداخلية كي تراجع أوراق الوضع الأمني المحلي وتقوم بتسخير الكفاءات العالية للشباب القادرعلى تحمل المسؤولية والتعامل مع الوضع الحالي بكل روح وطنية بعيدا عن كل مصالح شخصية .