adsense

2015/10/31 - 8:26 م


 سمعة المغرب الأمنية في الأوساط الدولية لا غبار عليها

الجريمة التي وقعت بفاس ليست بالخارقة، و لا الخارجة عن المألوف، شابان في مقتبل العمر دفعتهما الحاجة و البطالة و الرغبة في الكسب السريع و المريح إلى السطو على سائحين ألمانيين للاستيلاء على ممتلكاتهما، هي جريمة عادية مثل باقي الجرائم التي تحدث يوميا ليس بفاس فحسب، و إنما في كافة بقاع المعمور، عنصر الاختلاف فيها هم الضحايا فحسب، حيث تجاوز الجناة العتبة و اعتدوا على أجانب من خارج أرض الوطن، و قد كان من الممكن أن يكون السطو على مغاربة، لو أن الصدفة جمعتهم بهم في زمن و مكان وقوع الجريمة.
كلما وقعت حادثة من هذا الصنف، إلا و توجهت أصابع الاتهام إلى السلطات الأمنية متهمة إياهم بالتقصير و عدم أداء الواجب، و يتم اختزال انتشار الجريمة في المقاربة الأمنية التي في نظرنا تبقى الملاذ الأخير، الذي يمكن أن نلجأ إليه في حال فشل باقي المقاربات في دورها.
 الأجهزة الأمنية، كما سبق و قلنا ذلك في العديد من المناسبات، لا يمكن أن تقوم مقام باقي أجهزة الدولة أو تعوض مؤسسات المجتمع المدني و الأحزاب السياسية في تأطير و تنشئة المواطن وتوفير شروط السلم و الاستقرار للجميع، فعلى الجميع تحمل مسؤوليته فيما يعتمل المجتمع، فلا تستقيم مقاربة بمفردها في غياب أو تعثر باقي المقاربات.   
السياحة لن تتأثر لحادث عابر وعرضي، غير مخطط له و بدون أهداف سياسية من ورائه، و السياح ليسوا أغبياء، إنهم يعرفون حق المعرفة البلد الذي يزورونه ،  وسمعة المغرب الأمنية في الأوساط الدولية لا غبار عليها
و في انتظار استيعاب الدرس، نناشد الجميع الابتعاد عن الأجانب، و جعل اللعب محليا في انتظار الفرج.