أوردت
صحيفة "لوفيغارو" الفرنسية، أن
فرنسا وجهت دعوة خاصة للعاهل المغربي الملك محمد السادس لحضور حفل إعادة افتتاح
كاتدرائية نوتردام الشهيرة ، وذلك الى جانب عدد من قادة العالم بما فيهم الرئيس
الأميركي المنتخب دونالد ترامب.
وتعتبر هذه
الدعوة، وفق ذات الصحيفة، حجم التقارب بين البلدين والذي وصل لمستويات غير مسبوقة
بعد اعتراف الحكومة الفرنسية بمغربية الصحراء وبمبادرة الحكم الذاتي، والتي توجت
بزيارة الرئيس ايمانويل ماكرون للرباط الشهر الماضي.
وكشفت
"لوفيغارو"، أن الحفل الذي أجل للعديد من المرات، بسبب صعوبات تنظيمية
سيقام في شهر ديسمبر المقبل وذلك بعد 5 سنوات من جهود الترميم والإصلاح بمشاركة
نحو 2000 شخص.
وقد دعت باريس
نحو 100 رئيس وملك حول العالم من بينهم ملك بريطانيا تشارلز الثالث وملك الأردن
عبدالله الثاني وكذلك الرئيس الأميركي المنتخب والذي قدمت بلاده مساعدة مالية
كبيرة لإعادة ترميم الكاتدرائية التاريخية التي تعرضت لحريق في 2019.
ويشير تقديم
دعوة خاصة للعاهل المغربي للاهتمام الكبير الذي توليه باريس لشخصه كونه صديقا
لفرنسا وشخصية عالمية هامة ترمز للسلام والتسامح الديني والتعايش بين الأديان، وهي
كذلك شخصية تحظى بكثير من الاحترام والتقدير داخل الدوائر الفرنسية، إضافة للدور
الهام الذي يلعبه المغرب على المستويين الإقليمي والدولي.
وانخرطت
المملكة مبكرا في دائرة الحوار العالمي حول التسامح والتعايش بين الأديان، بهدف
تأسيس آلية دولية للحوار الحضاري استنادا إلى رؤية العاهل المغربي الذي يشدد في كل
مناسبة على أهمية الحوار الهادئ بين الأديان بعيدا عن الفكر المنغلق.
كما تكشف
الدعوة حجم التقارب الفرنسي المغربي، بعد اعلان باريس الاعتراف بمغربية الصحراء،
وبمبادرة الحكم الذاتي كأساس لحل النزاع المفتعل.
والشهر
الماضي، أدى ماكرون ضمن وفد رفيع زيارة للرباط، حيث التقى الملك محمد السادس، وتم
توقيع العديد من الاتفاقيات الاقتصادية الهامة في قطاعات مختلفة من بينها الطاقة
والسياحة والتكنولوجيا والنقل وغيرها.
ورغم التوترات
التي عرفتها العلاقات المغربية الفرنسية قبل سنوات والضغوط التي واجهها ماكرون من
قبل الجزائر في ما يتعلق بملف الصحراء؛ لكن الرئيس الفرنسي اختار في نهاية المطاف
تحسين العلاقة مع المغرب، حيث لفرنسا مصالح اقتصادية كبيرة من خلال إعلانه في
يوليوز دعم حل قضية الصحراء "في إطار السيادة المغربية".
وقال الإليزيه
حينها إن الموقف الفرنسي الجديد الداعم لسيادة المغرب على صحرائه سيدرج ضمن
"الرؤية الإستراتيجية التي تربط باريس بالرباط"، موضحا أن الأمر يتعلق
بما ورد في رسالة الرئيس الفرنسي إلى الملك محمد السادس بمناسبة الذكرى الـ25 لعيد
العرش في 30 يوليوز الماضي.
ومكن هذا
الخيار من تحقيق تقارب غير مسبوق، حيث أعلن وزير خارجية فرنسا، جان نويل بارو
الشهر الماضي عن زيارة مرتقبة للعاهل المغربي لفرنسا في الخريف المقبل للعمل على
مزيد تعزيز العلاقات الثنائية.
وقال في ندوة
صحيفة مع نظيره المغربي ناصر بوريطة في الرباط، إن الزيارة تأتي "احتفاء
بالذكرى السبعين لاتفاقات السيت سان كلو، التي وضعت حدا لمنفى الملك الراحل محمد
الخامس وبداية المسلسل الانتقالي نحو استقلال المملكة عن الاستعمار الفرنسي".
ومن المتوقع
أن تثمر الزيارة المرتقبة عن العديد من اتفاقيات التعاون في مختلف المجالات لتعزيز
علاقات الصداقة الفرنسية المغربية.