adsense

2021/09/13 - 12:23 م

بقلم عبدالعزيز بوناصر

لطالما  تشدق العالم الغربي بمقولة حقوق الإنسان، التي لا ينكر كل ذي لب مصداقيتها الذاتية وضرورتها لكل فرد أينما كان، إلا أنه حينما يتعلق الأمر بضمان المصالح الذاتية تتحول إلى ورقة ضغط وظلم واستبداد، بدعوى الدفاع عن النفس.

وما وقع ويقع في هذا الشهر العظيم عند الله من الهجوم الهمجي على المقدسيين واستباحة دمائهم وإجلائهم عن مساكنهم، والمس بمقدساتهم الدينية حتى بلغت الوقاحة بهم اقتحام الأقصى المبارك أولى القبلتين وثالث الحرمين الشريفين على المصلين، لهو أجلى مظاهر الجور العلني الذي تمارسه قوات الاحتلال الإسرائيلي في حق الشعب الفلسطيني المكلوم.

فأين من يدّعون الوصاية على الأمن والسلم الدولي؟ وأين الشعب الفلسطيني من مفاهيم العدل والحرية وتقرير المصير... التي تتبجح بها القنوات الفضائية، والمنابر الإعلامية صباح مساء؟ وبأي معنى يحق للمجتمع الدولي الحديث عن حوار الحضارات ورفع شعارات إشاعة السلم والأمن العالميين والحال أن الفلسطينيين يذبحون، ويقصفون في عقر ديارهم؟

الحق أنه كلما ارتبط الموضوع بالكيان الغاصب، غيبت كل مفاهيم الديمقراطية وحقوق الإنسان، ورجع الغرب إلى جاهليته الأولى متذرعا بحق الدفاع عن النفس، لإنجاح خطة التطهير العرقي التي مهد لها وعد بلفور مذ بكيرة من شرعنة الاستيطان، لكن هيهات هيهات لما يوعدون، ذلكم أن قضية الأقصى قضية دينية محضة كما يعرف الكل.

يقول الشيخ فريد الأنصاري رحمة الله عليه في إحدى محاضراته عن مصير فلسطين: "من سوء حظ اليهود أنهم حينما فكروا في الاحتلال فكروا في فلسطين، فلو تعلق الأمر بدولة أخرى لكان أهون ولربما احتلوها واستباحوا أهلها إلى يوم القيامة".

وهذا أمر ينبئ عنه صمود المقدسيين المستمد من قوة إيمانهم بوعد ربهم والدال دون ريب على أن النصر قادم بإذن الله رغم قلة الإمكانيات.