adsense

2020/07/27 - 11:15 م

بقلم عبد الحي الرايس
وما الأزمةُ إلا أزمةُ جائحة كورونا التي باغتت البلاد، فعطلت السيرَ وشلَّتِ الاقتصاد، وأوجبت الانجحار، أزهقت الأرواح، وبدَّدتِ الأحلام.
مُواجهتُها أحدثتْ تعبئة غير مسبوقة للتحسب والتدارس، وتباحُثِ سُبُل التطويق والتدارك، فكان القرارُ تلو القرار، وكان التجاوبُ والانضباط، فلكل قرارٍ عٍلَّة، ولكل تمديدٍ تسويغٌ وحُجَّة.
وأفاق الناس على عاداتٍ خاطئةٍ انكشفتْ، وممارساتٍ واقيةٍ تأكدتْ.
وكان الْحَجْرُ فرصةً لمراجعة الذات، واستخلاص الحكمة والاعتبار، وتأكد بالملموس أن الأمَّة جسدٌ واحد، وأن الوباء إذا حل بالبعض تسلل إلى الباقي، وأن الجهل إذا شكت منه الكثرة انعكست آثارُه على القلة، وأن التقصير في تدبير المرافق يُوهِنُ العزائم، ويُضاعف المتاعب
وفي الآن ذاته وقف الجميعُ على قيمةِ التلاحم والتساند، وجدْوى تشجيع الكفاءات، وتحفيز النبوغ والتميز
ومَنْ تَصفَّح الماضي أيْقنَ أنه مهما طال الوباء، فلا مندوحة له عن انْجلاء
ولكن ما جدوى الاعتبار واستخلاص الحكمة إذا لم يُسْفِرَا عن تصحيح العزم على بناء الأمة
والأمة لا تُبْنَى بِدَغْدغةِ المشاعر، ومَعْسُول الوعود، إنما تُبْنى بصائب الرأي، وصادق العزم، وخالص العهود.
ولو تواصلتِ التعبئة لاِسْتشراف الغد الموْعود، بالقطع مع الريع، وإزاحةِ الجهل والمرض، وضمان تكافؤ الفرص، ورعاية تميُّز كل من نبَغ، وتوفير الشغل أو التعويض عن فقدانه للبَدْوِ والحضر،  وإسنادِ المسؤولية للقادر عليها لا لمن سعى إليها وطلب.
لو فعلنا ـ وما ذلك بعسير علينا في مغربنا ـ لعرفنا الأمة الناهضة، والشعب الممتاز، والبلد المعطاء، السائر بالخطو السريع على درب النماء.