adsense

2020/01/16 - 12:19 م


ابراهيم فارح
لا سعد لنا! في سعد الدين رئيس حكومتنا، وهو يطل علينا بتصريح غريب عجيب يتنصل فيه من مسؤوليته في محاربة الفساد، وينسلخ من ذلك كما ينسلخ ثعبان من جلدته، ويلقي مسؤولية ذلك على مواطن لم يعد يستقيم له ظهر من فرط ثفل حمله.
ألا يعرف أن أبرز ما يشجع على الفساد هو غياب الشفافية والوضوح، وهذا ما نعيشه بالضبط في وطننا، ومظاهر الفساد واضحة لعميان البصائر، فطرقنا تنجرف بسقوط الندى، ومرضانا محرومون من الدواء والعقار، ومدارسنا ومدرسونا الله وحده أعلم بحالهم...وهلم جرا.
ولعل من مظاهر الفساد ما أوصلتمونا إليه من انقطاع حبل الود والثقة بين المواطن والدولة، ما يجعل أي جهد مبذول من أجل إلحاق الهزيمة بالفساد والمفسدين بلا طائل.
استبشرنا خيرا وحزبكم ينقض على الحكم، بعد أن ركب صهوة جواد " محاربة الفساد"، وأملنا كان كبيرا في أن تنهجوا سياسة حازمة صارمة حيال العديد من ملفات الفساد من العيار الثقيل، وأن نرى فاسدين يدفعون ثمن فسادهم.
كان أملنا كبيرا، في أن تجتثوا الفساد، وتفتحوا ملفاته دون مساومة ولا تهاون.
كان أملنا كبيرا، في قدرتكم على المساءلة وتقوية أداء الأجهزة الرقابية، ووضع خطط طويلة الأجل، ومؤشرات لقياس الأداء والتنفيذ.
كان أملنا كبيرا، في إرادتكم الجادة والتي تتماهى وتطلعات هذا الشعب في كسر ظهر الفساد وتقديم المفسدين أمام القانون لتقول العدالة كلمتها فيهم.
لكن خاب أملنا فيكم، كنا نظنكم من طينة أولئك الذين صدقوا ما عاهدوا الله والشعب عليه، أسودا تستطيعون أن تصرخوا في وجه المفسدين "ردها علي إن استطعت"، فإذا بكم رجال لا يُعرف عنهم ثبات على مبدأ أو كلمة أو وفاء بعهد أو وعد.
يا سعدنا!!! محاربة الفساد مسؤولية الدولة والحكومة، فأنتم من بيدكم كل الوسائل القانونية والدستورية لوقف الفساد وتجفيف منابعه، أما المواطن فهو يرزح تحت نير الضرائب والأسعار التي حملتموه إياها.
يا سعدنا!!! سلفك حارب الفساد بالتطبيع معه ورفع لافتة "عفا الله عما سلف" وكذب شعار محاربة الفساد الذي تسلق به سلم الارتقاء إلى رئاسة الحكومة، وجاء دورك أنت بعد أن أصدرت عفوا شاملا لتبيعنا الجمل بما حمل.
يا رئيس حكومتنا أن المغرب يجب أن يضل في صراع شرس ضد مكافحة الفساد لأنها المعركة الحقيقية لبناء الوطن وعلى الجميع التعاون والانخراط في ذلك، ونتمنى أن نرى تفعيل أليات  الاستراتيجية الوطنية لمكافحة الفساد (التي خصصتم لها مبلغ 1.8 مليار درهم أي ما يعادل 190مليون دولار)  وتعاون الجميع لنرى حالة حراك عامة للحد من الفساد سرطان العصر الحديث.
ربما بمقدورنا أن نوجز كل مشكلات المغرب في كلمة واحدة هي "الفساد" حتى وإن تناوله المختصون بشتى أنواع التعريفات والتقسيمات، إلا أن كلمة "فساد"  تسعف البسطاء في وصف كل المآسي التي يرونها حولهم حين تعتم عليهم التفاصيل.