adsense

2020/01/11 - 11:53 ص

أعلن ديوان البلاط السلطاني وفاة سلطان عُمان قابوس بن سعيد، مساء الجمعة، عن عمر يناهز 79 عاماً.
وقال البلاط السلطاني، في بيان بوقت مبكر من صباح السبت، إنه "ينعي حضرة صاحب الجلالة السلطان قابوس بن سعيد بن تيمور المعظم الذي اختاره الله إلى جواره مساء الجمعة".
وأضاف البيان أن السلطان قابوس رحل "بعد نهضة شامخة أرساها خلال 50عاماً منذ أن تقلّد زمام الحكم في 23 يوليو 1970، وبعد مسيرة حكيمة مظفرة حافلة بالعطاء شملت عمان من أقصاها إلى أقصاها وطالت العالم العربي والإسلامي والدولي قاطبة".
وأشار البيان إلى أن مسقط اتبعت "سياسة متزنة وقف لها العالم أجمع إجلالا واحتراما" في عهد السلطان قابوس.
ويشار إلى أن السلطان قابوس ليس له وريث من نسله، حيث انفصل عن زوجته الوحيدة بعد عامين من الزواج من دون أن يكون لهما ذرية، وأعلن التلفزيون العماني الرسمي عن خلافة هيثم بن طارق بن تيمور، للسلطان قابوس.
وذكرت صحيفة الرؤية العمانية أن السلطان هيثم بن طارق آل سعيد أدى اليمين القانونية أمام مجلس عمان، صباح السبت، سلطانا لعمان، وذلك بموجب النظام الأساسي للدولة.
وبحسب بيان صادر عن مجلس الدفاع، فقد اختارت العائلة المالكة هيثم بن طارق سلطانا بناء على وصية السلطان قابوس الراحل.
وكان السلطان هيثم يشغل منصب وزير الثقافة والتراث، وكان من المقربين من السلطان قابوس، وهو على رأس من أشرفوا على وضع الرؤية الاقتصادية عمان 2040، كما عمل في وقت سابق أمينا عاما لوزارة الخارجية.
وحكم السلطان قابوس (79 عاماً) الذي كان مدعوما من الغرب سلطنة عمان منذ توليه السلطة في انقلاب أبيض عام 1970 برعاية بريطانية.
ولم تذكر وكالة الأنباء العمانية الرسمية سبب الوفاة ولكن الحالة الصحية للسلطان قابوس لم تكن على ما يرام منذ سنوات وقضى أسبوعا في بلجيكا من أجل العلاج في أوائل ديسمبر.
وتأتي وفاة السلطان قابوس في وقت تشهد فيه المنطقة توترا متزايدا بين إيران والولايات المتحدة والسعودية حليفة الولايات المتحدة تبقى السلطنة بمنأى عنه كما بمنأى عن باقي توترات المنطقة.
وتحتفظ سلطنة عمان والسلطان قابوس بعلاقات ودية مع واشنطن وطهران وساعدت في التوسط في محادثات سرية جرت بين الولايات المتحدة وإيران عام 2013 وأدت بعد ذلك بعامين إلى الاتفاقية النووية الدولية التي انسحبت منها واشنطن في 2018.
سلطان عمان السابق، وثامن سلاطين آل سعيد، ورئيس مجلس الوزراء والقائد الأعلى للقوات المسلحة، قاد بلاده في مرحلة اضطرابات، فأوقف ثورة ظفار وعمل على تحديث السلطنة، وضع كل السلطات في يده، انتهج الحياد في السياسة الخارجية، وسعى للصداقة مع الجميع.
كان من أصغر الزعماء العرب سناً، لكنه كان ذا ثقافة عالية، وسعى منذ توليه الحكم إلى تعميق علاقات السلطنة بالدول العربية والأجنبية، وأنهى عزلتها، واستخدم عائداتها النفطية لتحديثها.
انتهج خلال توليه الحكم نوعا من الحياد في القضايا الإقليمية والدولية، لكنه احتفظ بعلاقات صداقة مع الدول العربية ودول العالم عامة، وربط علاقات عسكرية وسياسية قوية بواشنطن.
مارس صلاحيات مطلقة في الحكم، فحظر إنشاء الأحزاب السياسية، وتولى تعيين الحكومة بنفسه، ولكنه أنشأ مجلس شورى منتخبا يتألف من 84 عضوا.
وبجانب دور عمان في الخلاف الأميركي الإيراني، لعبت عمان في عهد قابوس دورا في ملف الأزمة الفلسطينية الإسرائيلية عقب استقبال السلطان رئيس وزراء إسرائيل بنيامين نتنياهو في مسقط نهاية أكتوبر 2018، في ثاني زيارة لرئيس وزراء إسرائيلي إلى مسقط، منذ أن زارها عام 1994 إسحاق رابين.