adsense

2018/10/16 - 9:45 م


بقلم عبد الحي الرايس
صخرةِ العاداتِ والتقاليد التي دأب عليها الكثيرون في مُناسباتهم ومآدبهم، بل حتى في حياتهم الخاصة ومع ذويهم.
فقد ترسَّختْ في الأذهان نمطيَّةٌ في تناول وجبة الْغَدَاءِ أو الْعَشَاء، تتمثلُ في البدْءِ بِمُقَبِّلات (سَلاطات)، فَطَبَق (من لحم أو سمك أو دجاج)، فَتَنْقِيلَة (فوَاكِهُ وثلِيجَة)
يتشبثون بهذا التقليد، فلا يجرُؤون على التغيير، ولا يَقبلون له البديل
وتتلاحقُ النصائحُ والتحذيرات من أن الفواكهَ حَقُّها التقديمُ وليس التأخير ، فهي بعد الْوَجْبَةِ ضارَّةٌ غيرُ نافعة، أما الثليجة بعد الأكل فأخطارُها مُؤكدة، وأضرارُها مُحققة.
مُسْتجداتٌ ومُعطيات يتمُّ تداوُلُها، وتقاسمُ الوعي بصوابها، وجدْوى الأخذ بها، ولكنْ لا أحدَ يجرُؤُ على التصحيح والتغيير، فالْكُل مُسْتسْلمٌ لِسُلطانِ العادةِ والتقليد، مُتهيِّبٌ الاجتراءَ على التغييرِ وتقديمِ البديل.
الصَّخْرةُ ينبغي أن تُزَحْزَح انطلاقاً من الحياةِ الخاصة فإلى المناسباتِ والمآدبِ العامة.
وتلكم رسالة المثقفين الْمُسْتنيرين، والْمُمَوِّنين الْمُتميِّزين، فمُبادراتُهم أوْقَعُ في النفوس، وأحقُّ بالمحاكاة والاستلهام على النحو المقصود.
والمُجترئُون على التغيير، المُسارعون إلى تقديم البديل، سيفوزون بقصبِ السَّبْقِ والرِّيادة، لتحطيم صَنَمِ التقليدِ والْعَادَة.
وعلى الْعَكْس من ذلك تسجيلُ اختفاء تقليدٍ محمود كان يَسْبق صَفَّ الموائد، خاصة في المآدب، هو الْمُتمثلُ في إدارةِ الطسْتِ والمنديل لغسل الأيدي قبل تناول الطعام، كان ينقصُهُ إضافة الصابون انْسجاماً مع دعوة اليوم العالمي لغسلِ الأيدي بالماء والصابون، (الذي يصادف الخامسَ عشرَ من شهر أكتوبر من كل سنة )، خاصةً قبلَ الأكل، وبعدَ الحمام، فإذا به يَغِيب.
ويتوافدُ المدعوُّون، فيتصافحون، ولأطرافِ الحديثِ يتجاذبون، ثم على الموائدِ يُقْبلون، وقلَّمَا يكونُ الْحِرْصُ على التمهيدِ بغسلِ الأيدي بالماءِ والصابون..
وغيرُ ذلك كثير، ولكنْ من هُنا يَبْدأُ التغيير.....