adsense

2018/10/08 - 11:55 م

بقلم عبد الحي الرايس
جعلتِ العواصفَ تأتي مُباغتةً مُفاجئة، فَتُغْرِقُ العربات ، وتَجْرِفُ ما تلقاهُ في طريقها من مساكنَ وأشجارٍ وكائنات، فإذا عَلَا منسوبُ البحار غَمَرَ جُزراً وابتلع مُدناً كانت من قبلُ آهِلةً بالمصطافين والسكان.
فيما مضى كانتِ الحياةُ تَمضي وديعةً هادئة، وكان الْمَرْءُ ـ إذا هَمَّ بالخروج أو السفر ـ يستطلعُ حالةَ الطقس فيتحسَّبُ لتغير الأجواء، وكان كلُّ هَمِّهِ أنْ يَدَعَ الْمِظلةَ أوْ يأخذَها تَحَسُّباً للأمطار.
ما الذي حدث؟ ما الذي طرأ ؟
اندفع الإنسانُ في التصنيعِ وفي توليدِ الانبعاثاتِ الغازيةِ الملوثةِ للأجواء، فرفعَ درجةَ حرارةِ الأرض، وأحْدثَ ثُقباً في الفضاء، عَجَّل بإذابةِ جليدِ القُطبيْن وهدَّدَ كثيراً من الكائناتِ بالاِنقراض، والكوكبَ الأزرقَ بالْفَنَاء.
فإذا سألْتَ الناسَ عن السبب، تبرأوا من الذنْب، وألْقَوا التَّبِعَةَ على الْغَيْر، وما دَرَوْا أنهم جميعاً في كوكبٍ واحد، سفينةٍ واحدة، إن نَجَتْ نجا الجميع، وإنْ غَرِقتْ غَرِقَ الجميع.
الْمُنتظمُ الدَّوْلي وَعَى بالخطر، فانتظمتْ لقاءاتُه للتباحثِ والتعاقد، والتحيينِ والتخطيطِ ودقِّ ناقوسِ الخطر.
والحكوماتُ صارتْ مدعوةً للالتزام والتشريع، والبرمجةِ وتسريعِ التفعيلِ والتنفيذ.
والأفراد، كُلٌّ من مَوْقِعه مسؤولٌ عمَّا يُحدثُهُ في مُحيطه من إتلافٍ وتلويث، ويُخلِّفُه من سَيِّءِ الأثر.
لا يَسْتصْغِرَنَّ أحدٌ شأنَهُ ودَوْرَه، فَمُعْظمُ النَّارِ من مُسْتصْغَر الشَّرَر.
والشعارُ الذي ينبغي أنْ يُرْفَع: "عليَّ أنْ أبدأَ بنفسي ولا أنتظر"، وحديثُ الفسيلةِ عِبْرَةٌ لِمَنْ يَعْتَبِر.