adsense

2018/10/03 - 5:23 م

بقلم عبدالحي الرايس
لقيتُه مُحْتاراً مُتسائلاً وهو يقرأ ما كتبتْهُ صحفية سورية عن مغربٍ تُحبُّه وتخشى عليه من الْفِتَن، مُذكِّرةً بما أسفرتْ عنه من دمارٍ وتخريب في دُوَلٍ صارتْ مَضرِبَ المثل، فقلتُ له : هل يُرْضيك حالُ الوطن؟ ، قال: لا، وثمة ألْفُ سبب، ولكنني بالفعل مُشْفِقٌ عليه من الفتن.
هَمَسْتُ له : رسالةُ المثقفِ المستنير أنْ يكون مصدرَ تذكيرٍ وتنوير، مُتَمثِّلاً بقوله تعالى:"ادْعُ إلى سبيل ربك بالحكمة والموعظة الحسنة"، فأجاب في يأس وإحباط: ما فتئنا نفعل، ولكن لا أثر، ولا رجع صدى. فالْفَوارقُ صارخة، والثرواتُ هائلة، والإدارةُ جائرة، والنفوس يائسة، والآفاق قاتمة، والهجرةُ متواصلة: كفاءاتٌ عالية، ونفوسٌ مُحبطة عاطلة، والمراتبُ على سلالم التنمية والتعليم والتطبيب والتشغيل كاشفةٌ فاضحة! طغتِ القتامةُ على الصورة، وبدَتْ جذوة الأمل تخبو وتُنذِرُ بانطفاء.
تَعَمَّقَ الحوار، واستبد بنا القلقُ على الأجيال والديار.
ووسط ظلمات اليأس يُومضُ بَصيصُ الأمل، واعداً بانصلاح الحال.
وبين التمرُّدِ والاستكانة، يظل ثمة مجالٌ لإعْمال الفكرِ وتشغيل الإرادة، وتلكم عبقرية الشعوب حين تختار التحوُّلَ الهادئ، وتُصِرُّ على التغيير الحازم، فتتلمسُ السبيل، وتُدققُ في اختيار البديل، وتصنع القرار،
إن هي إلا تجاذبات، ومتى علا صوتُ العقل ، رجحتْ كفةُ الحق، وصار على كل من يحب البلد أن يتقاسم الإشفاقَ من سُوء الْمُنْقَلَب، ويَهُبَّ لنجدة وإنقاذ الوطن.
وتلكم مسؤولية الحاكم قبل المحكوم، فهو إنْ شاء وَفَّر على الشعب عَناءَ المطالبة والاحتجاج، وعبَّأ الجميع للإسهام في تحوُّلٍ هادف بناء، وتجربتا بناء طريق الوحدة والمسيرة الخضراء خير شاهد على القابلية للتجاوب والاندماج في مسلسل الإصلاح والنماء.
ودَّعتُ صاحبي على أمل أن يتجدد بيننا اللقاء على رجع صدى الحوار أملاً في أن يتحقق حُسْن الإصغاء، ويكونَ باعثاً على حكمة التدبير وجرأة القرار.