adsense

2020/06/28 - 12:55 م

بقلم عبدالحي الرايس
ولكن العيبَ كلَّ العيب أن يتمادى في الخطإ، ويُصِرَّ عليه
من أخطائنا نتعلم، وصدق النبي الأكرم"كل بني آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون"
أخذوا على وزير أنه قصَّرَ في حق أجير، ثم اكتشفوا أنه ليس الوحيد، فكثيرون غيره يصنعون صنيعه، وينسجون على منواله، وكم من وجيه يستطيب العيش الرغيد، ومن حوله ألفُ فقير وفقير، يشكون العوز ويفتقدون القطمير، وبالأمس القريب، وفي الغد غير البعيد، سيتنادى القوم لكسبِ أصواتِ التأييد، واعدين بالخير العميم، ومُستهدِفين الفسادَ بالوعيد.
ولكن حبل الكذب قصير، فما أن يُدرك المرْءُ طِلْبَتَه، ويُحقق رغبته، حتى يستمرئ الكسب، ويقول هل من مزيد؟
ولو أن الخطأ كان عاماً شاملاً لقلنا هي سنة الكون وطبيعة البشر، ولكن الاستثناءات تتعدَّد، وتصنعُ قاعدة تتأكد، نماذجُها لا تحُدُّها أمصار، ولا تحكمها أديان، إنما هي صوتُ حِكْمة ، وتواجُدٌ وجِبِلَّة.
ـ سألوا مستشارة دولة غربية عن سِرِّ إصرارها على الظهور بنفس اللباس، فأجابت: أنا مسؤولة عن تقدم البلاد، ولستُ عارضة أزياء.
ـ وأشفق رئيسُ بلد إفريقي لحال نظيره الذي لم يُغير بذلته منذ أن رآه، فأمدَّهُ بالمال الوفير، ودلَّه على السبيل، ولما عاوَدَ زيارته استقبله بالترحيب، وعباراتِ الشكر له ولبلده على الإهداء الثمين، فعجب  للأمر، وسأل عن السبب، فأخذهُ إلى مُنشأةٍ كبرى للتعليم، وهمس له أن البلد الفقير يحتاج إلى إقلاع بالتعليم، ولن يُفيده في شيء الحرصُ على الهندام الأنيق، والتحلِّي بالمظهر الجميل.
ـ وودَّعَ الحياةَ وزيرٌ أولُ شيَّعوهُ من بيته البسيط، فلا رياش ولا تباهيَ بالقصر المُنيف.
وحلت الجائحة بالبلد، فألزمتِ الناسَ بيوتهم، وأنْسَتهم بذلاتهم ومآدبهم، فهل لها أن تحملهم على مراجعة عاداتهم، وتدارُكِ إغفالاتهم، فيسارعوا إلى تصحيح أخطائهم، وإنصافِ من حولهم، وتقاسُم الرغيف مع غيرهم، فيفوزا بخير الدنيا ونعيم الآخرة؟ !