adsense

2018/09/21 - 9:57 م

بقلم عبد الحي الرايس
تتحدَّثُ عنك، تُعْفِيكَ من تمْجيدِ الذات، أو الدفاعِ عنها.
فاخترْ لنفسكَ نامُوساً(قانوناً) تعيشُ به، ووجْهةً أنتَ مُوَلِّيهَا
وعَبْرَ مسيرة الزمان تلاحقتْ كائناتٌ طواها النسيان، وبرَزَتْ أسماءٌ تمايزتْ وتفاوتتْ في الحضور والإشعاع .
تصَدَّرَها بإجماع إنساني اسْمٌ تألَّقَ باستمرار، أنار العالم بحسن سيرته، وسمو أخلاقه، وصفاء طويته، ذلكم هو النبي محمد صلى الله عليه وسلم، الذي طبق صيتُه الآفاق، وصارت أقوالُه شعاراتٍ تهتدي بها أمَمٌ حتى من غير أمة الإسلام.
وتردَّدَ اسْمُ قارون الذي ملك كنوز الأرض، وطغى وتجبر، ثم غاصَتْ به الأرضُ مُخلِّفاً سُوءَ الذِّكْرِ وسَيِّءَ الأثر.
وتاريخُ الإنسانية حافلٌ بأسماءِ علماءَ ومُخترعين وحاكمين تميزوا بنُكران الذات، وجنَّدوا أنفسهم  خدمة للعدل، وإصلاحاً للأرض، وارتقاءً بالإنسان، فنالهم ما نالهم من جميل الذكر، ورائع الاقتداء، وصادق الدعاء.
وفي الآن ذاته غاصٌّ بأسماءِ جبابرةٍ عاشوا لذواتهم، ولم يُقيمُوا وزناً لغيرهم، فمرُّوا وكأنهم لم يَمُرُّوا، فلا أرضاً أصلحوا حالها، ولا إنساناً أزالوا جهله، وعالجوا سُقمه، وكسَوْا عُرْيه، وروَوْا ظمأه، وأشبعوا سَغَبَه، وآوَوْا تشرُّدَه.
سارتِ الرُّكْبانُ بذكرِ رفاههم، وبذخهم وثرائهم، وطِيبِ عيشهم.
وتحدثَ المتحدثون في المقابل عن مظاهر البؤس والحيف والحرمان التي يعاني منها كثيرٌ من بني الإنسان.
وتمثل المتمثلون بقول الشاعر:
تلك آثارُنا تدُلُّ علينا
​فانظروا بَعْدنا إلى الآثار
مِيزةُ العصر، أنك بضغطةِ زِرٍّ، تاتيكَ أنباءُ السابقين واللاحقين
فلْيَخْترْ كُلٌّ أين يضعُ نفسه، وأيَّ بَصْمةٍ سَيبْصِمُ بها مُرورَه، ويُخلِّدُ بها أثرَه.