adsense

2016/10/31 - 10:06 م


بقلم الأستاذ حميد طولست


لقد اسدل الستار قبل أيام قليلة على موسم الانتخابات وما صاحبه من حملات انتخابية ، شكلت للكثير من المرشحين المناسبة المثالية لزيادة منسوب الكذب لديهم ، والرفع من وثيرته و شدة وطأته ، حيث أطلق العديد منهم العنان لمخزونه الهائل من البهتان الذي بز ، "مسيلمة بن حبيب "  أكبر الكذابين  ، وهزمه في عقر داره وفي صميم إختصاصه، على اعتبار أن السياسة ليست لعبة قول الحقيقة ، وأن الأكاذيب الضالة والمضللة والوعود العرقوبية الفاضحة المفضوحة ، فيها مباحة للسياسيين ، وجائزة للمرشحين ، لاستمالة الناخبين لأجل إحتلال كراسي المسؤولية ، والاستمتاع بما توفره من مظاهر الرفعة والنفوذ والحظوة ، والغرق في إمتيازاتها المالية السخية ، وتعويضاتها تاسمينة ومعاشاتها المريحة ، التي يجد الناخب المغربي نفسه حائرا أمامها ، مسلوب القوة والارادة حيال تغييرها ،كما هو حال الحملة الانتخابية الأمريكية التي تعرف كميات هائلة من الأكاذيب التي بختلقها المرشحان للثأتير مواقف الناخبين وتغيرها .
ومع كل ذلك وغيره كثير ، فليست الغرابة في الكذب الذي كان الشغل الشاغل والسمة الأساسية التى ميزت جل السياسيينا وقادة أحزابنا المحترمين عن غيرهم من سياسيي وقادة احزاب البلدان الأخرى -إلا من كف وعف ووفّى منهم ، من ذوي الحكمة والهيبة والأحترام والعقول الراجحة -  ، بقدر ما الغرابة كل الغرابة في تعود الناخبين على ذلك الكذب واستلطافهم له ، وكأنه"ملح الانتخابات " الذي لا تستقيم بدونه ، أو أنه تقليد أصيل من تقاليد حملاتها الانتخابية ، أو ضرورة من ضروراتها  التي تعوض البرامج السياسية ، الغائب الأكبر في كل ما عاشه المواطن المغربي من في الحملات انتخابية التي عرفها المغرب مند الاستقلال ، والتي لم يسلم من غيابها اقتراع السابع من أكتوبر 2016 – الذي أعتبر العلامة الفاصلة في تاريخنا السياسي- الذي تحولت معه البرامج السياسية للأحزاب إلى طعم لإصطياد كل راغب في تغيير واقع معيشه من الناخبين، الذين هم مثلهم كمثل الظامئ في الهجير الذي يخال كل سراب ماء ، وكلما مد يده إليه طمعا في الإرتواء ، رجعت يده  خاسئة محبطة ، ليتمكن منهم اليأس من الوعود العرقوبية المتراوحة بين الوهم والمفترض حدوثه ، خاصة فيما تعلق منها بوعود تشغيل المعطلين، ومحاربة الغلاء، والرفع من النمو، وتوفير الصحة للجميع، وإصلاح التعليم والتقاعد، وغيرها من الوعود التي تظهر في الحملات الانتخابية، ثم تختفي ضاربة للناخبين مواعد مع الكذب في الانتخابات القادمة ،التي يكن فيها المرشحون الكذابون جاهزون للإجابة على كل الأسئلة ، ومستعدون لإطلاق وعود جديدة سخية ، وعلى إستعداد تام لأنهم يملكون قدرات خطابية حفظوها لما يناسب المقام. ولمعاودة تزلفهم وتوددهم وتقربهم من كل الناخبين وتقبيل جباههم وأيديهم وحتى أرجلهم ..