adsense

2021/11/12 - 10:30 م

بقلم الكوتش نورا الزاوي

يعتبر العنف ضد المراة من أكثر الانتهاكات لحقوق الانسان والتي تقوم على اساس نوع الجنس.وعرفت هذه الظاهرة انتشارا واسعا حول العالم ولازالت رقعتها تتسع كلما قل الوعي وتدنى نستوى احترام الآخر .لتصبح بذلك علاقات القوة الغير متكافئة هي السائدة.

وغالبا ماينظر إلى هذا العنف على انه آلية اخضاع للنساء بل وأكثر من ذلك فهو إحدى الآليات الاجتماعية الحاسمة والتي تضطر معها المرأة إلى الخضوع مقارنة مع الطرف الآخر.

وبهذا يتحول العنف من سلوك مرفوض داخل المجتمعات إلى شكل من أشكال التمييز ضد المرأة ليجعلها مسلوبة الحقوق والارادة.

أنواع العنف ضد المرأة

تعددت صور هذه الآفة المجتمعية لكنها في مجملها تنحصر في صنفين واحد مادي او جسدي والآخر معنوي او نفسي.

*العنف المعنوي او النفسي: ويشمل هذا النوع العديد من السلوكات. كالتشكيك في سلوك المراة او الاستهزاء والتلاعب بمشاعرها وكذلك الاهانة من سب وشتم وذم  وهذا النوع من التعنيف يكون بليغ الأثر على نفسية المراة إما على المدى القصير او على المدى الطويل.

*العنف الجسدي: يتضمن العديد من الافعال والتي يكون الهدف منها هو إيداء جسد المراة سواء كان ذلك بالضرب او اي شكل يترتب عليه أثر جسدي ويمكن ادراج الاعتداء الجنسي ضمن العنف الجسدي.

لكن مايجمع بين كل  هذه الانواع المختلفة من العنف القاىم على النوع هو الاثر النفسي الذي يتركه فقد يتلاشى العنف ويبقى الكسر النفسي .

أسباب العنف ضد المرأة:

اي سلوك يحيد عن جادة الصواب فلايمكن اعتباره سوى اصطرابا او خللا يحتاجا علاجا او تقويما سلوكيا قبل استفحاله.

وبناء عليه فإن من يقوم بعملية التعنيف  ضد المراة فهو يعاني من احد الامراض النفسية الناتجة عن تراكمات عاشها من قبل .ولانتسى كذلك انخفاض مستوى التعليم والوعي عند الطرفين كركيزة اساسية لاستمرارية هذه الآفة.

ناهيك عن التفاوت الاقتصادي بين الجنسين مما يغير من الادوار التقليدية لهما .

مقترحات لمناهضة العنف ضد المراة:

لقد دق ناقوس الخطر مع ارتفاع عدد المعنفات حول العالم .فالوعي بالمشكلة هو الخطوة الاولى نحو التصدي لهذه الظاهرة المخزية خاصة في ظل التطور والازدهار  العالمي في جل المجالات لتبقى الانتهاكات الحقوقية هي الصخر التي تعيق عجلة التطور خاصة في المجتمعات العربية.

لدى وجب التسريع  في البدء بالعلاج المجتمعي بجرعات مكتقة من الوعي .وتدريب المراة  وتمكينها من معرفة حقوقها.وتعزيز معايير المساواة بين الجنسين بمهارات حياتية تتلاءم وكل الفئات 

كما ان الصرامة في تطبيق العقوبات على كل منتهك لحقوق الآخر ستكون وسيلة رادعة  وفعالة لهزيمة كل من سولت له نفسه تدمير النصف المزهر من المجتمع.

#شهادات حية عن العنف الممارس ضد المرأة:

لكن احيانا نجد شهادات صادمة في واقعنا المعاش .وحتى وان توفر الوعي وكان الافراد على درجة عالية من التعلم  .فهذا لم يمنع من التعنيف الممارس ضد المراة

كما جاء على لسان  السيدة  ن.ز اربعينية  وذات شهادة عالية الا ان الظروف ارغمتها على العيش تحت سقف واحد مع زوج نرجسي لايعرف الرحمة .

تتافف احيانا وتنزل من عينها دمعة وهي تسرد احداثا أليمة عاشتها مع وحش آدمي حاصرها من كل الجهات ولم يترك لها حق الاختيار .وسلبها الارادة .

لكن لسان حالها يقول.    انا كنت صابرة على قبل ولادي.

 لكن قصة السيدة  خ.ف والتي تقبع الآن بين جدران السجن  لها ابعاد اخرى هي شابة في مقتبل العمر فائقة الجمال وشهادتها التعليمية متوسطة  كانت تتعرض للتعنيف يوميا بسبب غيرة زوجها الذي كان يحرمها من ابسط الحقوق ويتهمها في شرفها وكلما حاولت الدفاع عن نفسها هددها بالقتل وهذا ماحصل فعلا لكن لم تكن هي الضحية بل العكس فعلا قامت بقتله وتقطيعه بعد حالة الهيستيريا التي اصابتها نتيجة التعنيف والظلم الذي تعرضت له.

فإلى متى ستبقى المراة تدفع ثمن قيم مجتمعية واهية وإلى متى يبقى الجهل يحكمنا .؟