adsense

2021/11/16 - 10:14 م

بقلم عبد الحي الرايس

جَرِّبوا لِيَوْمٍ التخلي عن وسائل تنقلكم، ونقل ذويكم، وانهضوا مُبكرين، وسيروا مُترجلين، واقصدوا مقرات عملكم، وابعثوا بأبنائكم وبناتكم إلى معاهدهم، وزوجاتكم إلى مقرات عملهن، لتقفوا على معاناة شعب من ساعةٍ مضافةٍ جائرة، تُلزِمُه بالتحرُّك تحت جُنح ظلام ٍ لا يلبث أن يشتدَّ ويَسْوَدَّ كلما تدرَّجْنا من خريفٍ إلى شتاء.

فإن لم تستطيعوا، ولن تُجيزَ لكم مواقعُكم، ولن يُبيحَ لكم رفاهُكُم أن تفعلوا، فجرِّبوا لِمَرَّة أن تجُوسُوا خلال الديار، في الساعات الأولى من الصباح، وانظرُوا ما يلحق الصغار والكبار في البادية والمدينة على السواء، أثناء تنقلهم في مسالك القرى، ودروب المدن وأزقتها وشوارعها، على أرصفة مُهْملة الصيانة، مُتعددة الاختلالات، مُنطفئة الأنوار، وقدِّرُوا أنواعَ المُكابدة، وحجمَ المُعاناة والأخطار.

ثم عودوا إلى مكاتبكم، ومجالسكم، واعقدوا اجتماعاتكم، وأعيدوا النظر في أمر الساعة المضافة، واذكروا أن ساعة جرينيتش يضبطها الموقع الجغرافي، فهي أحقُّ بالتثبيت، وأن ساعاتِ الدراسة والعمل والمعاملات يُقررها مُدَبِّرُو الشأن العام، ولَهُم أن يُكيِّفوها بما يتناسب مع الضرورات والمتطلبات.

في الفترة الأخيرة تردَّد التذكير، والمطالبة بالتغيير، فعجَّتْ مواقع التواصل الاجتماعي بتداول تصريح لوزير في حكومة أكدت التزامها بخدمة الشعب، والإصغاء إلى أنَّاته، ورعاية مصالحه، تحدث فيه عن السابعة صباحا كتوقيت مُسْعف في التنقل وقضاء الأغراض، ويبدو أنه أغفل أو تغافل عن السابعة في منتصف الخريف، ونفس الساعة في عِزِّ الشتاء.

وصفوة القول أن تثبيت الساعة مطلب يتجدد، تُمليه مُعاناةٌ تشتد، ومخاطرُ تتعدَّد، فَلْتحسِمْ فيه حكومة تُريد لمصداقيتها أن تتأكد.