adsense

/www.alqalamlhor.com

2024/11/17 - 4:31 م


بقلم الأستاذ حميد طولست

بعد التحذيرات من اقتراب إعصار "دانا"، كانت ليلتي كليل الكثير من ساكنة المنتجع السياحي "بينالمدينا" والمطل على البحر المتوسط والقريبة من مدينتي تورمولينوس وملقا بإسبانيا التي - أقيم بها مند أيام-، كانت ليلة ثقيلة صامتة خاليةٍ من أي متعة، تمرّ ببطء محملة بالترقب والخوف، المفعمين بالأسئلة التي لا تجلب طمأنينة، والأخبار المفتقرة إلى الأمل.

كان الوقت أشبه بلحظات مفروضة من الصمت والوحدة؛ التي لم نختر محطاتها بإرادتنا، وكنا مرغمين على عبورها، مصحوبين بمشاعر الفراغ والخوف المطبقين، وكأنها قدري يجتبر قدرتنا على الصبر ومواجهة المجهول.

تجربة مثل هذه، رغم صعوبتها، تُثري الروح بالعِبر، وتفتح أعيننا على هشاشتنا الحقيقية، تعرفنا على مواطن ضعفنا، وتكشف قدرتنا على اجتياز الأوقات القاسية التي تتساوى فيها ظلمات الليل ببهتان النهار. هذه اللحظات، رغم قسوتها، هي دعوة لنا بألا نقف على أطراف الحياة، متفرجين على مشاهدها، منتظرين عودة من يحبنا بصدق، ويود أن ينتشلنا من صمت وضعنا الثقيل، ويُعيد إلينا دفء الأمل، ولو بقبس صغير يضيء عتمة هذا الانتظار.